وجـوه حجازيـة

(1) خليفة النبهاني (1270 - 1320هـ)

خليفة بن حمد بن موسى بن نبهان النبهاني. فقيه وفلكي ولد في البحرين، وقدم مكة المكرمة مهاجراً وعمره سبعة عشر عاماً لطلب العلم، حيث اشتغل به منذ وصوله اليها، وثابر عليه في حلقات علماء المسجد الحرام.

أخذ عن السيد أحمد بن عبدالله الزواوي النحو والفقه والتفسير، وأخذ عن مفتي المالكية الشيخ حسين بن ابراهيم الأزهري في التفسير والفقه ايضاً؛ وأخذ عن الشيخ عبدالقادر مشاط، والشيخ بكري بن حجي بسيوني الفقه، وحضر عند الشيخ جعفر لبني في عدة فنون؛ ولازم الشيخ محمد بن يوسف الخياط الفلكي في الفلكي؛ كما أخذ عن الشيخ عبدالرحمن دهان الحنفي الحديث وعلمي الفلك والميقات؛ وأخذ العلوم الرياضية عن الشيخ محمود بن ناصر البغدادي النقشبندي؛ واخذ في المدينة المنورة عن الشيخ فالح بن محمد الظاهري المسلسلات التي تضمنها ثبته (حسن الوفا)؛ وحضر ختم صحيح البخاري عند السيد أحمد بن اسماعيل البرزنجي، وقرأ فيها على السيد محمد رضوان المدني.

درّس بالمسجد الحرام في حصوة باب الداودية، خلف مقام المالكي، وتخرج على يده أفاضل، لاسيما في علمي الفلك والميقات. منهم: الملوي عبدالرحمن كريم بخش، والسيد أحمد عبدالله دحلان، مدرس الفلك والميقات بالمدرسة الصولتية. وكذلك اخذ عنه الشيخ حسن مشاط، والسيد محسن بن علي المساوي، والشيخ ياسين بن عيسى الفاداني، والشيخ محي الدين كرنشي، والشيخ محمد صالح إدريس كلنتي.

اشتهر رحمه الله بالتقشف والتواضع وكرم النفس وعلو الهمة، وأصالة الرأي.

قام برحات من سنة 1301هـ الى سنة 1320هـ الى افريقيا واندونيسيا، وجزر الخليج العربي، وعدن وزنجبار ودار السلام، فاستمد من رحلاته تجارب وملاحظات، وألواناً من الإنتاج الثقافي، استطابها فجددت نشاطه.

عُيّن مهندساً لتعمير عين زبيدة، وعين الزعفرانة بمكة المكرمة سنة 1326هـ، وضمت اليه رئاسة تقسيم ماء عين زبيدة داخل مكة المكرمة، فعُرف بـ (القسّام)، وأُسندت اليه رئاسة التوقيت بمكة المكرمة وما حولها.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة.

له: الوسيلة المرعية لمعرفة الأوقات الشرعية؛ مجموعة رسائل في علم الفلك؛ ثمرات الوسيلة لمن أراد الفضيلة؛ رسالة في العمل بالربع المجيب؛ جدول الدائرة المغناطيسية لمعرفة القبلة الاسلامية؛ رسالة رسم البسائط؛ التقريرات النفيسة في بيان البسيطة والكبيسة؛ منظوم في منازل القمر(1).

(2) عمر النويري (850 - 887 هـ)

عمر بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد النويري. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم، ومجموعة من المتون في الحديث والفقه وأصوله، والعربية والحديث والمنطق وغيرها.

ومن شيوخه بمكة المكرمة: النور بن عطيف، وعبدالمحسن الشرواني، والجوجري، والمسيري، وعبدالحق السنباطي، وأبو العزم القدسي، والشهاب ابن يونس، ويحي العلمي، وحمزة المغربي.

قدم القاهرة، وأخذ عن الجوجري أيضاً، ولازم السخاوي بالقاهرة وبمكة المكرمة في مجاورته الثانية والثالثة، وأجازه.

كان كثير التلاوة والطواف والصيام والبر بأهله، والتودّد للغرباء.

توفي رحمه الله فجأة شهيداً، حيث سقط من شباك بيته، فأخذه السيل، وذهب به لبركة ماجن، ثم جيء به وقد جرد اللصوص أثوابه، فغُسّل من الغد، وصُلّي عليه في طائفة قليله، وجعل نعشه فوق شاذوران الحجر، لتعذر وضعه عند باب الكعبه وغيره من المسجد، ودُفن بمقبرة المعلاة(2).


(1) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 101، وفيها وفاته 1362هـ. ومحمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 190. وعبدالله بن محمد غازي، نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، ص 30، وفيه وفاته 1353هـ. وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ4، ص 108، وفيه كان حياً سنة 1350هـ. وياسين بن عيسى الفاداني، فيض المبدي بإجازة الشيخ محمد عوض منقش الزبيدي، ص 31، وفيه وفاته سنة 1355هـ. وفي: قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام الحرمين، جـ1، ص 165. وافرد الفاداني له ترجمة في في (فيض الرحمن في اسانيد وترجمة شيخنا خليفة بن حمد النبهاني)، وترجمه ايضاً في ثبته : بغية المريد من علوم الأسانيد.

(2) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ6، ص 125.

الصفحة السابقة