إخوان داعش

الشاعر معاذ الجنيد

يا عالَم الصمت .. حَيٌّ أنتَ ؟ أم عَدَمُ؟

أما لديكَ ضميرٌ نابِضٌ .. وفَمُ؟!

دَمٌ بجِسمكَ؟ أم نفطٌ تسيلُ بهِ

وبين جنبيكَ قلبٌ ذاكَ .. أم ورَمُ؟

* * *

سالَت وجوهُ الحقوقيين .. وانكشَفَت

مُنظمَّاتٌ بصفِّ الشرِّ تنتظِمُ

ينددون بتسليحَ الصِغار .. أتى

قصفُ الصغار .. فلا ضجوا ولا صُدمو

والخائفات على الآثار إن لُمِست

ماهمَّها اليوم .. والآثارُ تنهدِمُ

* * *

العالَمُ الوغدُ .. مشغولٌ بخِصيتِهِ

وشعبُنا لضحايا الأرض ينتقِمُ

و (مجلس الأمن) قوَّادُ الطغاة.. على

إجرامهم يتغذّى أينما هجمو

يؤيدُ الحرب عاماً.. ثم يرفضه

يوماً.. ليزدادَ سِعرُ الصمت.. يتّهمُ

* * *




يا (مجلسا) رابِحاً من كل مجزرةٍ

دمُ الطفولة في شِيكاتهِ رَقَمُ

أطفالُنا في بنوك الغرب .. أرصِدةٌ

و (مجلسُ الأمن) فيها التاجِرُ النَهِمُ

تضاعفت عائداتُ الغرب من دمن

فالكلُّ من قتلنا يجني ويلتهمُ

الصمتُ أدهى شريكٍ في مجازرهم

فكم لشعبي بأعناق السكوت دَمُ

* * *

واليوم نامتْ شعوبٌ عن مذابحن

وخانَ أشلاءنا الأعرابُ والعجمُ

كأنما الناس أرقامٌ وأجهِزةٌ

زيفُ الطواغيت في وجدانها نُظُمُ

نحنُ الذين نعيش القصف نحنُ هن

وهُم يموتون.. ماتت فيهم القِيَمُ

* * *




تورَّطت عُصبةُ الشيطان في دمن

وما دَرَت أننا خسفٌ بمن ظلمو

كانت صواريخهم بالأمس أحزِمَةً

(إخوانُ داعشَ) في تفجيرها التزمو

وحينما استلَّ شعبي وعيهُ غضباً

ومزَّقَ الإنتحاريين حيث هُمُ

هنالك اضطرَّ حِلفُ الشرِّ مُرتبكاً

أن يُعلنَ الحربَ إسناداً لمن هُزِمو

قصفُ المنازِلِ خافٍ في كوامنهم

ونفذوه جهاراً عندما عقِمو

هُمُ الذين تشظّوا في مساجدن

هُم الذين على أسواقنا هجمو

* * *

الدهرُ يمضي خجولاً من فضائحكم

فلتخجلوا يا وجوهاً.. رأسُها قَدَمُ

أكُلُّ من يسكنُ الصحراءَ.. يسكُنهُ

خواؤها.. فهوَ مُصفرٌّ ومُنعدِمُ؟

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تلعنكُم

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

أغبى الخلائق مَنْ في حربنا حسبو

أن يخذل الله من في حبلهِ اعتصموا!


جريمة الصمت


هل حان للإنسان أن يتكلم

وضمير هذا الكون أن يتألم

ولمسلميِّ الأرض أن يستيقظو

والطائرات تُبيد شعباً مُسلم

حلفُ الطواغيتِ اشترى سلطاتهم

فمن اشترى صوت الشعوب وكمَّما؟!

من لم يقاتل شعبنا بسلاحه

بسكوتهِ أذكى الجراح وأضرما!

* * *

بسلاح أمريكا المُحرّم لم تدعْ

غاراتُ أرباب الخليج مُحرّم

بسلاح أمريكا المُحرّم لم يُعد

أطفالنا يدرون ما لونُ السم

لا الكونُ ندّدَ، لا الشعوبُ استنكرت

لا أُمّةٌ صرخَت، ولا فتحتْ فَمَ

لغة المصالح حين تُصبح غايةً

ترتاد أشلاء الطفولة سُلّم

* * *




كم دولةٍ تقتاتُ من أشلائن

هِبةً ، ومن دمنا تريد تقدُّم

يا عالم الوهم الغريق بصمته

كيف استطاع النفطُ جعلَكَ أبكما !؟

كيف استطاع المجرمون بحربهم

أن يوهموك بأنهم أهل السم

وبأنهم يتحالفون لأجلن

ومتى تحولت المجازرُ بلسما ؟

إن صادروا الإعلام ، نحنُ قناتكم

فخذوا الحقيقة وهي غارقةٌ دم

* * *




هوَ دأبُ أمريكا ، يجنُّ جنونه

إن شاءَ شعبٌ أن يعيش مُكرم

حشدت تحالُفها ، وكل سلاحه

لتدُكَّ بيتاً .. أو تُبيد مُخيَّم

قصفٌ لدفنِ النائمين ، وآخرٌ

للمُسعفين ، وآخر لمن احتمى

في موطنِ اليمن المُحاصر شرّعَ

العدوانُ قتلَ الأبرياء وعمَّم

في موطني يغفو الصغير وحولهُ

بيتٌ ، ويصحوا بالدمار مُكوّم

في موطني تلِدُ النساءُ تشوُّهاً

من فرط ما ألقى العدوّ وسمَّم

* * *

في موطني شعبٌ ، أبيٌّ ، صامدٌ

جبروت أمريكا عليه تحطم

في موطني زحفت جيوشٌ لم تكُنْ

بحياتها اعتادت تزورُ جهنم

بلغَ اليمانيون أوجَ شموخهم

والكون بالصمتِ المُهين تَقزَّم

من سوف يُخبرهم بأنّا أُمّةٌ

تأبى ، ويأبى الله أن تستسلم