مواطن مين وبطيخ مين؟

قال عضو اللجنة المالية في مجلس الشورى المعين، الدكتور خليل كردي، بأن على متقاعدي القطاع الحكومي التوجه للعمل في القطاع الخاص، وخاطبهم: (ما هو على كيفكم تقبلوا الوظيفة الحكومية، وتتدلّعوا وتطالبوا برواتب مرتفعة. اتجهوا للقطاع الخاص والميداني). جاء ذلك تعليقاً من خليل كردي على المطالبة بزيادة رواتب المتقاعدين. وزاد خليل كردي، فانتقد المواطنين على قلّة العمل.

فكرة د. خليل كردي تقول التالي: ان رواتب الحكومة في كل الدنيا قليلة، وانه بالتالي لا بد أن يكون راتب التقاعد قليلاً أيضاً. ومن يريد زيادة راتب التقاعد، فعليه أن يعمل في القطاع الخاص براتب كبير، حتى يحصل على تقاعد براتب يتناسب معه. لكن مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت وأخذت تهاجم جملة ذكرها وهي: (كفاية دلع). فأراد كردي أراد أن يخفف الوطأة او يكحلها، ولكنه عماها كليّاً. حيث قال بأن (أغلب التغريدات لستُ معنياً بها ولا تهمّني، وانها غير موضوعية. الموضوع علمي أكثر منه عاطفي). وحين سئل عن سبب تقاضيه راتباً عالياً كعضو شورى بالرغم من أنه متقاعد، قال ان هذا ليس موضوع النقاش. ورداً على قول ان هذا هو ما يسأل عنه المواطن، أجاب: (مواطن مين وبطيخ مين؟ هذا موضوع مختلف تماما، هذا مين الجاهل اللي يقول هذا. الوزير ياخذ راتب عالي، مدير عام الشركة يأخذ راتب كبير).

ولأن الدكتور خليل حجازي، فقد أشبعوه نقداً وشتماً، فلا حصانة له، وانهالت عليه التعليقات العنصرية التي مصدرها في الأساس من المركز الحاكم المناطقي والعنصري. وبدل أن ينتقد هؤلاء الملك سلمان وابنه اللذين خرّبا الإقتصاد وضيّقا على المواطنين، حوّلوا غضبهم الى عضو شورى غير منتخب من الشعب، بل موظف عند العائلة المالكة، فأشبعوه شتماً وتهزيئاً.

البعض وجدها فرصة لإخراج احقاده العنصرية على الحجازيين، لمجرد هفوة لسان، أو إساءة في التعبير. يسأل عنصري نجدي: (كردي وسعودي؟ وعضو مجلس شورى؟ ويمثّل أبناء وبنات الوطن؟ والله أخاف بكره أطلع انا اللي مو سعودي؟!). يعني لازم يصير نجدي وهابي حتى يكون سعودي أصلي، أما البقية فهم طرش بحر، وفرس، ويمنيين!

ثم تأتينا إحداهن لتصفعنا بتصريح عنصري: (غلطة الحكومة في تهميش البدو أهل الشهادات، وجعل الطرش مسؤول). وتقصد بالطرش أهل الحجاز، وتزيد بأنه خليل كردي (حاقد حقد دفين على أهل البلد)! وكأنه ليس من أهلها، طبعاً. لأنه ليس من ذوي الدماء الوهابية النجدية الزرقاء.

وعنصري ثالث من نفس الفئة يقول: (لم أعلم بأن في جزيرة العرب أكراداً من قبل؟ فمن أي بقعة خرج هذا الصعلوك، إن كان منهم؟). هذه نتائج التربية الوطنية الدينية النجدية الوهابية المسعودة.

هناك غضب من مجلس الشورى، فهو قفاز لآل سعود، يجرون عبره سياساتهم التي تضيق على الناس معاشهم. ومن يريد ان ينتقد المجلس وأعضاءه، عليه أيضاً ان ينتقد من يعيّنهم ليمثّلونه، وهو الملك، وإلا فإن جملة (كفاية دلع) لا تستفزّ بأكثر مما هو واقع الحال؛ واقع النهب والنصب والضرائب والغلاء والبطالة، مما لا علاقة له بعضو الشورى، بل بأمراء العائلة المالكة.

الصفحة السابقة