انشقاقات متسلسلة من الرياض الى باكستان

كتب بروس رايدل مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” أشار فيها الى وجود انشقاقات داخل ما أسماها «كتلة الدول السنية» التي كانت حاضرة خلال زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السعودية.

و لفت الكاتب الى وجود قلق متزايد حيال العداء تجاه ايران (الذي ظهر خلال القمم التي حضرها ترامب بالرياض) وكذلك الى وجود مخاوف متزايدة من أن السعودية تشعل الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة. وأضاف بأن مشاكل ترامب بالداخل تطرح شكوكاً حول ما اذا كان يمكن الاعتماد على واشنطن.

الكاتب اعتبر أن الانقسام الاكبر هو داخل مجلس التعاون الخليجي وتحديداً بين السعودية وقطر، لافتاً الى أن اللأمير القطري أبلغ عدداً من الحاضرين بعد عودته من القمم في الرياض أن السعوديين يبالغون بمدى ثقتهم برئيس مثل ترامب الذي يعاني مشاكل سياسية كبيرة في الداخل. كذلك أشار الى ما ورد بأن الامير القطري انتقد اللغة القاسية التي استخدمت ضد ايران خلال القمة.

نبه الكاتب الى ما نشرته وسائل الاعلام السعودية عن رسالة وجهت من قبل عائلة آل شيخ (سلالة محمد بن عبدالوهاب) و التي اتّهمت أحد امراء الخليج بالإدّعاء الكاذب بأنه من سلالة الوهابية. وشدّد الكاتب على أن الرسالة هذه التي جاءت من المؤسسة الدينية في السعودية تعتبر إتهاماً لشرعية العائلة الحاكمة في قطر،لافتاً الى أنها المرة الاولى في تاريخ مجلس التعاون الخليجي أن تشكك دولة بشرعية العائلة الحاكمة في دولة أخرى. ونبه أياً إلى أن ما يحصل هو شجار «داخل الوهابية».

وتابع الكاتب بأن سلطنة عمان أيضاً أبعدت نفسها عن «التكتّل السعودي»، مشيراً الى ان السلطان قابوس لم يحضر قمة الرياض وان ممثله لم يلتق بشكل ثنائي مع ترامب، خلافاً لممثلي دول مجلس التعاون الأخرى.

ولفت الكاتب إلى أن لدى كل من قطر وعمان علاقات اقتصادية مع ايران «تقيّد» مقاربتهما تجاه طهران.غير أنه أضاف أن أمير قطر وكذلك السلطان قابوس يتخوفان بشكل كبير من تعزيز التوتر الطائفي في العالم الاسلامي.

و تحدث الكاتب عن «شكوك» ظهرت في باكستان أيضاً، مذكّراً بأن العلاقات السعودية مع باكستان تعاني منذ ان بدأت الحرب على اليمن، حيث كانت باكستان قد رفضت الانضمام الى هذه الحرب رغم المطالب السعودية المتكررة.

ونبّه الكاتب الى أن وسائل الإعلام الباكستانية وجهت الانتقادات الى قمة الرياض بسبب «تفاقم التوترات الطائفية». وأشار الى أن أحد المعلّقين الباكستانيين وصف التحالف الذي تقوده السعودية بأنه خطير وفي الوقت نفسه إنتقد «تبجح» ترامب. وأضاف بأن كبرى الصحف الباكستانية وصفت قمة الرياض بأنها «مسرح العبثية»، وأن هناك دعوات متزايدة لعودة الجنرال «رحيل شريف» الذي يقود ما يسمى «التحالف العسكري الاسلامي الذي أنشأته السعودية»، من أجل العودة الى الوطن والإستقالة كقائد ما يسمى حلف الناتو العربي.

الصفحة السابقة