السعودية واستعلان التطبيع مع الصهاينة، لماذا؟

هيثم الخياط

   
 
تطبيع بلا تجريم
 

فشل النظام السعودي حتى الآن في تشكيل حالة اسلامية صحية. وبسرعة انكشفت خطواته للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي ودولة الصهاينة.. فهل استعجل آل سعود قطف ثمار موجة الارهاب التي فجروها في العالم، وتبعاتها من التشويش والاضطراب في الفكر الاسلامي؟ أم أنهم اضطروا لكشف اوراقهم السياسية، للتعويض عن حالة الضعف التي بلغوها، وخضوعا للابتزاز الصهيوني؟

هذه الاسئلة ضرورية لوضع المسار التفاوضي السعودي الاسرائيلي في مساره الصحيح، بعيدا عن ضغط الاعلام، وحالة الاستقطاب السياسي التي ادت من ضمن نتائجها الكارثية، الى ضحالة التحليل السياسي الاستراتيجي، ووضع الحقيقة في خدمة الضرورة السياسية، او ما يسمى المصلحة المباشرة للأطراف الفاعلين.

الاستراتيجية السعودية وحاجات انتقال السلطة

وفي الواقع لا يمكن فهم هذه الزيارة الا من خلال وضعها في سياق مجمل السياسات السعودية، والتعقيدات التي تحيط بنظام العائلة، الذي يمر بأدق مرحلة في تاريخه، وهو يستعد للانتقال من الوراثة الافقية للعرش السعودي الى الوراثة العمودية.

ولطالما حكي في الماضي عن علاقات سعودية إسرائيلية في الكواليس، لكنها اليوم لم تعد مجرد أقاويل، بل باتت جهارا نهارا توصف بالحميمة، فما الغاية من وراء هذه العلنية؟ وإلى أي درجة تتقاطع مصالح الجانبين؟

وهل السبب هو اهتزاز الجغرافيا الجيوسياسية للمنطقة بفعل الزلزال السوري والاتفاق النووي الإيراني؟

وفق صحيفة بلومبيرغ الشهيرة والمقربة من ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والتي خصها اخيرا بالكشف عن خططه الاستراتيجية، وتبناها للترويج لدوره في الداخل والخارج.. فبحسب بلومبيرغ فإن عشقي اختتم كلمته في ندوة مغلقة استضافها مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن.. بعرض خطة متدرجة من سبعة بنود على رأسها تحقيق السلام بين اسرائيل والعرب، مناشداً نتنياهو قبول «المبادرة العربية»، كما تضمنت الخطة تفاهم وعزم الجانبين على الدعوة لاستقلال اقليم كردستان، بحيث يشمل مناطق تواجد الاكراد في العراق وتركيا وإيران وسوريا.

هذا الكلام الذي تشير اليه بلومبيرغ، ورد في سياق كلمة اللواء عشقي في ندوة مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن بحضور دوري غولد، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، وأحد كبار مستشاري بنيامين نتنياهو.

ومما قاله الجنرال السعودي: ان مستقبل الصراع في المنطقة يقوم حول مصادر الطاقة، مشيرا الى حقل نفطي واعد في الربع الخالي من الجزيرة العربية، يمتد حتى الاراضي اليمنية، وهو ما سوف يُلزم مجلس التعاون الخليجي واليمن على ايجاد صيغة للاتحاد، ولو على شاكلة الدستور الأمريكي الذي وحد أمريكا حسب تعبيره.

وفي الجهة المقابلة في عمق أفريقيا يوجد حقل أوغادين للغاز الواعد في إثيوبيا، الذي يفترض ان يوحد القرن الأفريقي بقيادة إثيوبيا.

واقترح عشقي ان يتم بناء جسر بين القرن الإفريقي والجزيرة العربية، يربط بين مدينة النور في جيبوتي ومدينة النور في اليمن.

المنطقة مزرعة صهيونية

ولكي يتأمن الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية للاقتصاد العالمي، فإن الامر يتطلب الخطوات التالية، حسب عشقي:

أولا: تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل، وبأي طريقة.

ثانيا: تغيير النظام السياسي في إيران، باعتباره العقبة الكأداء في وجه التطبيع مع اسرائيل، واستقرار المنطقة تحت المظلة الامنية الاسرائيلية.

ثالثا: فرض وحدة مجلس التعاون الخليجي.

رابعا: نزع عوامل التوتر في اليمن وتحقيق السلام فيه وإحياء الميناء الحر في عدن، لأن ذلك سوف يحقق التوازن الديمغرافي للعمالة في الخليج.

خامسا: إنشاء قوة عربية بمباركة أمريكية وأوروبية لحماية الدول الخليجية والعربية والمحافظة على الاستقرار.

سادسا: السرعة في إرساء قواعد الديمقراطية بثوابت إسلامية في العالم العربي.

سابعا: العمل على إيجاد كردستان الكبرى بالطرق السلمية، لأن ذلك من شأنه أن يخفف من المطامع الإيرانية والتركية والعراقية التي ستقتطع الثلث من كل دولة من هذه الدول لصالح كردستان.

وقبل الدخول في قراءة خلفيات هذا المشروع الاستراتيجي، لا بد من الوقوف برهة لنتساءل: من هو صاحب هذه الأفكار الحقيقي؟ وهل هي من بنات افكار عجوز حالم يقرأ في احلام اليقظة؟ وما علاقتها بالنظام السعودي وسياساته الاقليمية؟ وما مدى واقعية هذه الرؤى الاستراتيجية العميقة؟

ان اول ما يلفت النظر في مداخلة الجنرال عشقي هو تركيزه على ثلاث قوى كبرى في مخططه الاستراتيجي للمنطقة: اثيوبيا زعيمة القرن الافريقي. والسعودية زعيمة الجزيرة العربية. وكردستان حجر الرحى في الشرق الاوسط وبلاد الشام.

ولكن اين اسرائيل؟ هل اغفلها او تجاهلها الباحث الاستراتيجي؟

كلا طبعا.. فالندوة دعا اليها مجلس العلاقات الخارجية الاميركي.. وهو من أكثر مراكز صنع القرار تأثيراً ونفوذاً في الولايات المتحدة. وقد أنشأه أكبر رجلي أعمال في التاريخ، جي بي مورغان، وجون روكفلر، عام 1921، كقناة اتصال وتنسيق بين أصحاب رؤوس الأموال والحكومة الأميركية.. ويـُطلِق عليه منتقدوه لقب «حكومة العالم».. وباختصار شديد فإن هذا المجلس هو مركز النفوذ الاول للصهيونية العالمية، ومن اكبر الداعمين لوجود اسرائيل وفرض هيمنتها على المنطقة.

 
عشقي العاشق مع أعضاء من الكنيست!

واضافة الى مهمته في الترويج لاستراتيجياته العالمية المستقبلية، فإنه يسعى الى خرق المنطقة المحيطة باسرائيل وتسهيل عمليات التطبيع معها، ولم تكن دعوة عشقي لمثل هذا اللقاء الا بهذا الهدف وليس للاستفادة من قدراته التحليلية، او الابحاث المعمقة التي يجريها مركزه البحثي.

لقد اكتفى عشقي ببند واحد يتعلق صراحة بتحقيق المصالحة مع الكيان الاسرائيلي، هذا ما يبدو للوهلة الاولى، الا ان التدقيق في بنود المبادرة يوضح مدى البصمة الصهيونية في اكثر من مكان فيها.

ولعلنا لا نحتاج الى الكثير لندرك العلاقة البعيدة المدى بين المشروع الصهيوني وكل من اثيوبيا والدولة الكردية بشكل خاص، عطفا عن الاهتمام الاسرائيلي بهيمنة آل سعود على منطقة الجزيرة العربية ودول الخليج الغربية.

ولعل ابرز محطات العلاقة بين اسرائيل واثيوبيا تعود الى سبعينات القرن الماضي، مع هجرة يهود الفلاشا الى اسرائيل.

وترجع العلاقات (الإسرائيلية ـ الإثيوبية) إلى عام 1952، حيث كان استيراد المواشي من إثيوبيا، هو أبرز الأنشطة العلنية، فيما كان ذلك غطاء لاستخدام إثيوبيا كقاعدة استخباراتية للموساد الإسرائيلي. وفى أواخر الخمسينات من القرن العشرين، بدأت إسرائيل منح مساعدات لإثيوبيا، عبر مشروعات فى مجالات الزراعة والصحة والتعليم وتدريب وتأهيل العمال.

ولعل مصر هي اكثر من يدرك خطورة الدور الاسرائيلي في افريقيا وخصوصا علاقات تل ابيب بأديس ابابا، اذ لا يدور حديث عن التوتر القائم على مياه النيل بين مصر وإثيوبيا، إلا وتكون إسرائيل اللاعب الخفي من خلف الكواليس، في هذا الملف الشائك، سواء بالتحريض أو دعم الموقف الإثيوبي، المتشدد من الأزمة التى اعتبرتها مصر طوال تاريخها (قضية أمن قومي) لا تقبل الفصال أو الجدال.

وفي الشهر الماضي رد رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ميريام ديساليغنا، التحية لضيفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتأكيد على أن بلاده تدعم انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد يومين من إبداء كينيا موقفا مماثلا، فيما يبدو أنه مكسب جديد للسياسة الإسرائيلية في أفريقيا.

وقد اعتبرت الدوائر الاسرائيلية والصهيونية ان الاتفاقات التي وقعها نتنياهو مع الدول الافريقية السبع التي زارها، وفي مقدمها اثيوبيا، اهم نقلة في تعزيز الوضع الدولي لاسرائيل، التي تهيئ فعلا لانشاء تكتلات جديدة اقتصادية وسياسية، تعمل تحت وصايتها واشرافها.

والمطلعون على الشأن الافريقي يعرفون بخفايا الصراع الذي تخوضه اسرائيل واللوبي الصهيوني، لتعميق النفوذ الاسرائيلي ومواجهة الحضور الايراني والعربي عبر الجالية اللبنانية في القارة الافريقية.

ولن نطيل الحديث عن علاقة اسرائيل بالدولة الكردية الانفصالية في العراق، ومخططات توسيعها لقضم جزء من الاراضي السورية والايرانية والتركية. فالعلاقات بين قسم من اكراد العراق والكيان الصهيوني باتت علنية، ويدافع عنها بعض الاكراد بكل جرأة، رغم ارادة الدولة العراقية والمركز في بغداد.

وقد تعزز هذه المداخلة الفكرة القائلة بأن إسرائيل هي محور السياسات الكبرى الآن، فكردستان الكبرى مشروعها التاريخي.

اما اهتمام اسرائيل باليمن فهو قديم ايضا، اذ دعمت اسرائيل السعودية في مواجهتها للرئيس جمال عبد الناصر في ما عرف بحرب اليمن، وهو ما اقرت به جهات سياسية ومصادر اعلامية اسرائيلية عدة، كما وثقه الباحث الاسرائيلي يوجاف إلباز في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقال تحت عنوان «هل عدو عدوي هو صديقي؟ التدخل الإسرائيلي في الحرب الأهلية اليمنية»، وكشف فيه معلومات عن التورط الإسرائيلي في حرب اليمن الأولى في الستينات من القرن الفائت.

وفي مايو 1994 نشر خبير شؤون المخابرات الاسرائيلي يوسي ميلمان ودان رافيف بحثاً بعنوان «الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيلي- الأمريكي» جاء فيه: «كان السعوديون رسمياً وعلنياً في حالة حرب مع إسرائيل. إلا أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا يدركون أن المملكة السعودية دولة معتدلة ومؤيدة للغرب، وأنها - رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل - كانت على اتصال مستمر مع إسرائيل، ففي حقل المخابرات التقى ضباط العمليات في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مع ضباط أمن ومخابرات الأسرة المالكة السعودية مرات كثيرة، وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى الدينية الأصولية في منطقة الشرق الأوسط. أما المخابرات المركزية الأمريكية فكانت دوماً على علم بالاتصالات السرية السعودية - الإسرائيلية وشجعتها باستمرار».

وذكر الباحث ألكساندر بلاي من معهد ترومان في مقال كتبه في مجلة العلوم السياسية الفصلية «جيروزاليم كوارترلي» تحت عنوان (نحو تعايش إسرائيلي - سعودي سلمي): (إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962 بهدف ما أسماه «منع عدوهما المشترك» - أي عبد الناصر - من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية).

اما وقوف اسرائيل الى جانب السعودية في عدوانها الراهن والمستمر على اليمن فهو ليس محل شك او جدال، اذ اصبحت الصحف الاسرائيلية تستخدم يوميا تعبير الوقوف مع الدول السنية المعتدلة، وهي تقصد السعودية، ضد النفوذ الايراني في المنطقة، وفي اليمن خصوصا.

ان جوهر المشروع الذي عرضه عشقي: استراتيجية صهيونية اسرائيلية، لتكريس النفوذ الاسرائيلي في المنطقة، بدءا من غرب افريقيا حتى القوقاز.. وان كل ما يحكى عن الشرق الاوسط الجديد يتضمن في جوهره (اسرائيل الكبرى)، التي تستعد لتكون القوة الوحيدة في المنطقة، اقتصاديا وعسكريا، والضامنة لأمن مشيخات الخليج وانظمة ملكية عميلة لها.

استعلان التطبيع وأهدافه

 
تركي الفيصل مع وزير الدفاع الصهيوني: تطبيع وفق الشريعة السعودية

وعلى هذه القاعدة يمكننا ان نفهم لماذا تم الكشف عن العلاقات السعودية الاسرائيلية بشكل صريح الآن؟ ولماذا يصر النظام السعودي على تدمير البنية التحتية لليمن، ويمنع قيام دولة مركزية قوية؟ بل نفهم ابعاد التسريبات المتتالية عن النية في اعادة تقسيم اليمن، والصراع بين السعودية والامارات حول الهيمنة على ميناء عدن؟ ولماذا يتعاطف امراء آل سعود مع دولة «كردستان الكبرى» وما مصلحتهم في ذلك؟ واخيرا لماذا يصر النظام السعودي على استعداء ايران من جهة، ولماذا بدأ بالفعل خطوات عملية للعمل على الإطاحة بالنظام في إيران؟

ما يمكن استنتاجه من كل ما تقدم هو التالي:

أولاً - ان ما يقوم به الموفدون السعوديون لاقامة علاقات سعودية اسرائيلية علنية، بدل التعاون السري المزمن بين النظامين والعقيدتين الوهابية والصهيونية، يندرج في اطار التعاون الاستراتيجي. وهو ليس مجرد خطوة سياسية عابرة.

ثانياً - ان العلاقة مع اسرائيل، ليست ردة فعل سعودية على الازمات التي اوقع النظام نفسه فيها، ولا محاولة للبحث عن حلفاء، في منطقة استعدى كل شعوبها، ولا هي محاولة للاستفادة من اللوبي الصهيوني في مواجهة الادارة الاميركية، ولتعزيز الحضور السعودي لدى صانع القرار الاميركي.. فهذه كلها قد تكون أهدافا جزئية.. ولكن هذه العلاقة في جوهرها تعبير عن ان النظام السعودي يعتبر اسرائيل الثابت الاكبر في استراتيجيته، ويراهن على العلاقة معها لبناء مستقبل المنطقة.

ثالثاً - كما ان الصراع مع ايران، وتعمد النظام السعودي الدفع به الى الواجهة، ورفضه كل محاولات التهدئة، واليد الممدودة، والتعاون والشراكة في حل ازمات المنطقة، هو نتيجة للتحالف السعودي مع اسرائيل، وليست سببا له.

رابعاً - وليس من باب الصدفة او التحالف الموضوعي ان تتطابق رؤية النظام السعودي مع الرؤية الاسرائيلية، تجاه ايران، منذ قيام الثورة الايرانية.. وليس عرضا ان تبقى السعودية الى جانب اسرائيل وحيدتين في معارضة الاتفاق النووي مع ايران، حتى لو ادى ذلك الى التصادم مع «الحليف الاكبر» والدولة الراعية للكيانين معا.

خامساً - وهكذا فقد كشف اللواء السعودي المتقاعد انور عشقي ان الحرب المفتوحة مع ايران، والتي تبدي فيها السعودية شجاعة غير معهودة، وتندفع الى المغامرة التي تهدد امنها بشكل كبير، تحقق للنظام السعودي هدفين متلازمين: الهدف التكتيكي لاثارة اكبر كمية من الدخان والضجيج والتغطية على تظهير العلاقة مع الكيان الصهيوني العدو، واستبدال العداء مع ايران بالعداء مع دولة الاغتصاب والقتل اسرائيل. والهدف الاستراتيجي هو تدمير ايران وجرها الى الحرب والصدام، لاسقاط نظامها وتحجيم دورها حتى لا تكون قادرة على مواجهة الاستراتيجية الصهيونية الجديدة، واقامة التكتلات التي تحدث عنها عشقي.

سادساً - كما ان انخراط السعودية في هذه الحرب على اليمن التدميرية الوحشية، التي لا يوجد لها اي مبرر منطقي، والتي تجاوزت كل اطر العلاقات التاريخية بين الشعبين، هي جزء من المشروع الصهيوني لتدمير المنطقة، وتحويل اليمنيين الى مجرد يد عاملة في الدولة السعودية، وفي المشروع الصهيوني المقبل لاستثمار ابار الغاز والبترول في الربع الخالي.

سابعاً - ضمن هذا الحجم من المشروع الاستراتيجي، يمكن تفسير هذه الاندفاعة السعودية، التي تبدو في ظاهرها مثالا للطيش وسياسة الاحقاد غير المحسوبة، ونتاجا للفكر الصحراوي الجاف.. الا انها في الحقيقة تعبير عن الارتهان الى قوة أكبر وأعظم تمثلها الصهيونية العالمية.

ثامناً - وبسبب هذا الارتهان يستسهل النظام السعودي اطلاق وحش التكفير الارهابي، الذي بات يعلن صداقته لاسرائيل، ورغبته في مواجهة كل الافرقاء باستثناء اليهود والصهاينة، وفي ذات الوقت تعلن اسرائيل الموسوسة بأمنها، انها لا تشعر بقلق من هؤلاء الوحوش المدججين بالسلاح.. بل هي تعطف عليهم وتمدهم بكل اسباب القوة والرعاية، الصحية والاعلامية والمعلوماتية..

تاسعاً - وبسبب هذا الارتهان يتمادى النظام السعودي في تفجير المنطقة واثارة كل عوامل الفرقة والنزاع، ويجاهر بالفتنة المذهبية التي يمكن ان تدمر كل عرى التواصل بين شعوب المنطقة، والتي تهدد كل دولها الرئيسية، بدءا من مصر الى العراق وسوريا وتركيا وايران.

عاشراً - ان ما يقوم به اللواء عشقي والامير تركي الفيصل ليس عملا فرديا، بل هو جزء من دور النظام السعودي في استراتيجية تجمعه مع الكيان الاسرائيلي واليمين الاميركي المتصهين.

والا فلماذا هذا التستر على جرائم النظام السعودي التي تجاوزت حتى الحدود التي يضعها الغرب لحقوق الانسان ومعايير النظام الدولي، والذي لا يعادله الا التستر على جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والعرب؟

الصفحة السابقة