كباش المحمدين

كتب الباحث سايمون هندرسون مقالة نشرت على موقع Cipher Brief تناول فيها حالة التوتر و الخصومة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان المستمرة «منذ وفاة الملك عبدالله في شهر يناير عام 2015». وبينما قال الكاتب ان الخصومات هذه ليست ظاهرة جديدة في السعودية، نبّه إلى أنه نادراً ما ظهرت بهذا الشكل العلني وانعكست على السياسة بهذا الشكل.

وأضاف الكاتب أن كلا الرجلين (محمد بن نايف ومحمد ابن سلمان) يعتبر ايران التحدي الاساس، ولكن أشار الى أن محمد ابن سلمان حاول مواجهة ايران من خلال حرب على اليمن. وتابع بأن كلا الرجلين يسعى الى منع ايران من زيادة أرباحها النفطية.

هذا وبينما تحدّث الكاتب عن خطة محمد بن سلمان الاقتصادية التي تحمل إسم «رؤية عام 2030» شدّد على ان التحدي يكمن بكيفية إنجاز كل ذلك - خوض حرب والقيام بتحول الاقتصادي - في ظل انخفاض أسعار النفط، منبهاً أيضاً إلى ان الاسعار قد لا ترتفع مجدداً كما حصل في الماضي بسبب ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة. وتابع بنفس الإطار أن بن سلمان كان قد ألغى مقترحاً قدمه وزير النفط السعودي السابق علي نعيمي في اجتماع لمنظمة أوبك في شهر يونيو الماضي، حيث طرح الأخير تجميد إنتاج النفط. وأضاف في السياق ذاته أنه تمّ طرد نعيمي من منصبه بعد أيام قليلة.

الكاتب تطرّق أيضاً الى قرار خفض رواتب الوزراء السعوديين بنسبة عشرين بالمائة، إضافة الى خفض رواتب أعضاء مجلس الشورى. واعتبر أن القرارات هذه تحمل بصمات محمد بن سلمان وتمثل طريقة إدارة جديدة.

بناء على كل ما ورد تساءل الكاتب عن كيفية وقف هذا التوتر السياسي، معتبراً أن إحدى الخيارات قد تكون إعلان انتصار في اليمن والانسحاب من الحرب على هذا البلد، «على امل ان لا تستطيع إيران التعامل مع الفوضى التقليدية بهذا البلد»، على حد تعبير الكاتب. وفيما قال الكاتب أن بن سلمان توقّف عن تقديم نفسه» كسيد الحرب على اليمن» منذ أشهر عدة وأنه يستطيع أن يسيطر على ما تقوله وسائل الاعلام الرسمية السعودية، شدّد في الوقت نفسه على أن السؤال الأساس هو ما اذا كان بامكان ابن سلمان السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية. كذلك اعتبر أن سلوك بن سلمان يعني بأنه لا يحظى بدعم يذكر في عائلة آل سعود الحاكمة، كما رأى أن قراره تخفيض رواتب المسؤولين السعوديين ربما يعني بأنه فقد دعم الطبقة التكنوقراطية أيضاً. وأضاف بأن المواطنين السعوديين العاديين «يشعرون بألم» خفض الاعانات المالية الحكومية وبأن الضغوط في الداخل السعودي تزداد.

الصفحة السابقة