وجـوه حجازيـة
أحمد بن إسماعيل الحنفي المكي. ولد بمكة المكرمة، ونشأ
بها، واعتنى به والده، حيث قرأ جملة من العلوم على عدة
مشايخ في المسجد الحرام، منهم الشيخ جمال شيخ الإسلام
في البلد الحرام، والسيد أحمد زيني دحلان، مفتي الشافعية
بمكة المكرمة؛ والشيخ عبدالرحمن سراج، مفتي الحنفية. وقد
لازم أحمد بن اسماعيل هؤلاء العلماء واخذ عنهم في الفقه
والنحو والأدب، وتصدّر للتدريس، وجالس أمير مكة المكرمة
الشريف عون الذي عيّنه إماماً ملازماً بمقام الحنفي(1).
هو عبدالله بن ابراهيم بن حمدوه بن محمد نور الحسني
السناري السوداني ثم المكي. عالم فاضل مقرئ، مربي الجيل
الجديد في مكة المكرمة في عصره. ولد في حلة رفاعة بالسودان،
وحفظ القرآن الكريم وهو صغير.
قدم الى مكة المكرمة وعمره عشرون عاماً، فجود القرآن
الكريم بها على الشيخ ابراهيم سعد المتوفى سنة 1316هـ،
والشيخ أحمد حامد التيجي المكي، القارئ المشهور. ثم عكف
على طلب العلم بالمسجد الحرام وانتظم في حلقات الدروس
بالمسجد التي كان يكتظ بها، وتزدحم بطلاب العلم في جميع
الفنون.
رحل الى مصر لطلب العلم، ودخل الأزهر، فأخذ عن جماعة
من علمائه، منهم الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي،
والشيخ عبدالهادي مخلوف المالكي، والسيد مهدي بن محمد
السنوسي، والشيخ عبدالرحمن الشربيني وغيرهم. وحضر حلقات
هؤلاء العلماء واستفاد منهم وأجازوه.
عاد الشيخ حمدوه بعدها الى مكة المكرمة وواصل دراسته
وتلقيه عن علماء المسجد الحرام، ثم رحل الى المدينة المنورة،
وأدرك السيد علي بن ظاهر الوتري المكي المتوفى سنة 1322هـ،
فسمع منه الحديث، وسمع بها من الشيخ فالح بن محمد الظاهري
المالكي المتوفى سنة 1328هـ، وأجازه بالمدينة المنورة
السيد هاشم بن شيخ الحبشي، والسيد علي بن محمد الجفري،
والسيد محمد بن صالح جمل الليل المكّي.
بعدها رجع الى مكة المكرمة وفتح محلاً لتعليم القرآن
الكريم وتجويده، واعتنى اعتناءً كبيراً بتعليم الصغار
وتحفيظهم القرآن الكريم مجوّداً وتنشئتهم نشأة صالحة في
شفقة وحنان وعطف دون تمييز بن فقير وغني، أو رفيع ووضيع.
افتتح كتابه في باب الزيادة، ثم في باب الباسطية، وأدخل
تحسينات على كتابه إذ قسّمه الى صفوف، وقرر تعليم الحساب
وتحسين الخط، بجانب حفظ القرآن الكريم وتجويده، فازداد
الإقبال على كتابه، وذاع صيته، لاسيما بعد أن شاهد أولياء
الطلبة إقبال أبنائهم على حفظ القرآن، وتناوبهم في الإمامة
بصلاة التراويح تحت إشراف مربيهم. وحينما فكر الشيخ محمد
علي زينل في نشر العلم وإشاعته في مكة المكرمة، وقع اختياره
على الشيخ عبدالله حمدوه، فرحب بفكرته ونقل طلابه الى
الصفا، وكوّن منهم مدرسة الفلاح بمكة سنة 1330هـ، ثم كان
مديراً لها الى جانب ما يقوم به من التدريس فيها. توفي
رحمه الله بمكة(2).
(1) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 73
(2) محمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 329.
وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 164. وأنس يعقوب كتبي،
لمحات من حياة الشيخ عبدالله حمدوه، جريدة المدينة 27/12/1403هـ،
ص3. وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 41. وعبدالله
عبدالمجيد بغدادي، الإنطلاقة التعليمية في المملكة العربية
السعودية، جـ1، ص 532. ومحمد ياسين الفاداني، قرة العين
في أسانيد شيوخي من الحرمين، جـ1، ص 227.
|