وجـوه حجازيـة
حسين بن عبدالله بن محمد بن سالم بن عمر بن عوض باسلامة
آل باداس الكندي الحضرمي المكي. ولد بمكة المكرمة ونشأ
بها. قرأ القرآن الكريم والتجويد في الكتاتيب التي كانت
سائدة في ذلك العصر؛ ثم انتقل مع والده الى الطائف والتحق
بالمدرسة الرشيدية لمدة عامين ولم يكمل تعليمه بها. وكانت
تلك المدرسة هي المدرسة الرسمية الإبتدائية للتعليم في
العهد العثماني. ثم قرأ الفقه ومبادئ التفسير على يد الشيخ
يوسف اليماني، إمام مسجد الهادي في الطائف. كما أخذ عن
الشيخ محمد شعيب الدكالي، محدث المغرب، مصطلح الحديث والتفسير
وأصول الفقه، كما أخذ الحديث والتراجم عن الشيخ محمد هاشم
الفلاتة، وأخذ عن الشيخ عبدالجليل برادة في مكة فن الأدب.
وأخذ أيضاً علم الحديث والتفسير والفقه وأصوله وعلم اللغة
وغيرها عن السيد حسين بن محمد الحبشي، مفتي الشافعية بمكة،
ولازمه في ذلك وغيره نحواً من عشر سنين.
قام با سلامة برحلات الى كل من مصر وسوريا وسمع من
علماء هذين البلدين واستفاد. عمل مدرساً بالمدرسة الخيرية
التي أسسها محمد حسين الخياط المكي بمكة. وتقلب في عدة
وظائف حكومية في العهد الهاشمي، وكان سكرتيراً لمجلس الشيوخ
في عهد الشريف حسين، وانتخب عضواً بالمجلس التأسيسي للنظام
الأساسي في أوائل حكم الملك عبدالعزيز آل سعود. ثم انتخب
عضواً بالمجلس الإستشاري سنة 1345هـ، ثم عضواً في مجلس
الشورى الذي تم تأسيسه وغير ذلك.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة. وله: تاريخ عمارة المسجد
الحرام؛ تاريخ الكعبة المعظمة؛ الجوهر اللماع؛ حياة سيد
العرب؛ الإسلام في نظر أعلام الغرب(1).
عبدالقادر بن محمد عبدالله شمس الحنفي المكي. أحد كبار
العلماء الأحناف في الحجاز في عصره. ولد بمكة المكرمة،
ونشأ بها، وطلب العلم فحفظ القرآن الكريم وجوّده، وحفظ
مجموعة من المتون. وأخذ على الشيخ جمال العربية والتفسير
والحديث والأصلين، ولازمه ملازمة تامة وتفقّه عليه، وقرأ
على السيد أحمد دحلان في فنون عديدة وغيرهما، وأذن له
بالتدريس بالمسجد الحرام، وأجازاه بسائر مروياتهما فتصدر
للتدريس بالمسجد الحرام، وكان ذا تقدير حسن وحافظة جيدة.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(2).
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم باغريب الحضرمي الشافعي.
ولد بجدة، ومات أبوه وهو صغير. ثم رحل الى شحر وأقام سنتين؛
ثم عاد الى مكة المكرمة واستوطنها. وطلب العلم ولازم الشيخ
عبدالله باقشير في دروسة ملازمة تامة، وتفقّه به. حضر
دروس الشيخ محمد البابلي، ولازم الشيخ عيسى بن محمد الجعفري
الثعالبي في الحديث واللغة العربية، وأجازه جلّ شيوخه.
تصدّر للتدريس في المسجد الحرام، وانتفع بعلمه عدد كبير
من الطلبه. توفي رحمه الله بمكة المكرمة، ودفن بحوطة آل
باعلوي في المعلاة(3).
(1) عمر عبدالجبار، مقدمة تاريخ الكعبة المعظمة، ص15؛
وخير الدين الزركلي، الأعلام، ج2، ص 263. وعمر رضا كحالة،
معجم المؤلفين، ج4، ص23. ومحمد علي المغربي، أعلام الحجاز،
ج2، ص19.
(2) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 263. وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 201. وعمر
عبدالجبار، سير وتراجم، ص 105 (الحاشية، وفيها ولادته
سنة 1240هـ).
(3) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 38. وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 20
|