وجـوه حجازيـة
هو محمد بن عبدالعزيز بن عبدالسلام بن موسى بن أبي
بكر الشيرازي المكّي الزمزمي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها،
وحفظ القرآن الكريم، وصلّى به التراويح في المسجد الحرام،
وحفظ مجموعة من المتون في الفقه وغيره، وأخذ بمكة الفلك
عن نور الدين الزمزمي. قدم القاهرة سنة 865هـ فأقام بها
مدّة، واشتغل بالفرائض والحساب والميقات والهندسة وغيرها،
حتى برع وتميّز في بعضها، وحضر في الفقه عن المناوي وغيره،
وتردّد على الشمني وائمة عصره. كتب عن السخاوي عدّة أمالي،
وسمع عليه غير ذلك. وطلب الحديث يسيراً، ودار على شيوخ
الزاوية. ارتحل الى ?لشام وأخذ بها عن الخيصري. ونظم الشعر.
توفي رحمه الله في القاهرة في مرض الطاعون(1).
أحمد بن حامد بن الحسن بن محمد بن عبدالله بن محمد
المرزوقي السواهاني، شهاب الدين، أبو العباس الشافعي.
ولد بسرابايا ـ جاوا، ونشأ بها، ثم رحل الى مكة المكرمة
سنة 1275هـ، فطلب العلم وكان في سن صغيرة على بعض العلماء
وكبار طلبة العلم، وجدّ في التحصيل، فحفظ القرآن الكريم،
ومجموعة من المتون في النحو والصرف والبلاغة والفقه وغيرها،
وتمكن في العربية خاصة علم النحو الذي اشتهر فيه. لازم
السيد أحمد زيني دحلان أكثر من عشر سنين، وأخذ عنه سائر
علومه ودروسه وبه تخرج وأجاز له إجازة عامة، وأذن له في
الإفتاء والتدريس. وأخذ عن ?لشيخ عبدالحميد الشرواني،
والشيخ عابد بن حسين المالكي، والشيخ محمد بن عمر بن عبدالكريم
العطار، والشيخ عبدالجليل برادة، ولقي بمكة المكرمة جماعة
من القادمين اليها لأداء المناسك، منهم: أبو جيدة بن عبدالكبير
الفاسي وشعيب بن عبدالرحمن المغرب الدكالي، وبرهان الدين
إبراهيم بن حسن السقا، وغيرهم وأجازوه.
تصدر السواهاني للتدريس بالمسجد الحرام فدرّس وأخذ
عنه النحو عدد من الطلبة الجاويين؛ ثم رجع الى أندونيسيا
فاستقر ببلده بسرابايا وبني رباطا بالسواهان، وجلس للتدريس
والإفادة في نشر العلم، وتولى الخطابة بجامع عمفيل مدة.
توفي رحمه الله بسرابايا(2).
أبو بكر بن أحمد بن ظهيرة الحنبلي المكّي. مفتي الحنابلة
بمكة المكرمة. أخذ العلم عن جماعة من علماء البلد الحرام،
منهم: الشيخ حسن العجيمي والشيخ عبدالله ابن طرفه والشيخ
عبدالله بن سالم البصري، وأجازوه إجازة مطلقة وأذنوا له
بالتدريس، فدرّس وأفاد، وتولّى منصب إفتاء الحنابلة بمكة
المكرمة، فأفتى وأجاد، ولازم الورع والزهد. توفي رحمه
الله بمكة المكرمة(3).
(1) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ8،
ص 61. وانظر عمر بن فهد، اتحاف الورى، جـ4، ص 498.
(2) محمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 40.
(3) محمد كمال الدين بن محمد الغزي العامري، النعت
الأكمل، ص 275. وعبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور
والزهر، ص 67. وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 75.
|
