وجـوه حجازيـة
محمد بن أحمد بن علي بن محمد، التقي الفاسي المكّي
المالكي. شيخ الحرم. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها وبالمدينة
المنورة، وحفظ القرآن الكريم، كما حفظ مجموعة من المتون
في الحديث والفقه وأصوله والمصطلح والنحو وغيرها. وعرض
على جماعة بالمدينة ومكة، وسمع من ابن صديق، والقاضي نور
الدين علي بن أحمد النويري، وغيرهما.
سافر الى القاهرة غير مرة، وقرأ على البلقيني وابن
الملقن والهيثمي وغيرهم. كما دخل دمشق مراراً، وقرأ على
مشايخها، وسافر الى غزة والرملة ونابلس والإسكندرية. كما
زار اليمن مراراً وسمع على مشايخها، وبلغت عدة شيوخه بالسماع
والإجازة نحو خمسمائة.
عني بعلم الحديث أتم عناية، وكتب الكثير. أخذ الحديث
عن العراقي، وجمال الدين بن ظهيرة، وشهاب الدين بن حجي،
وغيرهم. وأذن له أساتذته بالتدريس، فدرّس وأفتى وحدث بالحرمين
والقاهرة ودمشق واليمن بجملة من مروياته ومؤلفاته. وأخذ
عنه جمع كثير. وكان ذا يد طولى في التاريخ والحديث، واسع
الحفظ. اعتنى بأخبار بلده (مكة المكرمة)؛ فأحيا معالمها،
وأوضح مجاهلها، وحدد مآثرها، وترجم أعيانها.
ولي قضاء المالكية بمكة، وكان إماماً علاّمة فقيهاً
محدثاً حافظاً للأسماء والكنى، ذا معرفة تامة بالشيوخ
والبلدان، وله يد طولى في الحديث والتاريخ والفقه وأصوله،
ما اعتبر (مفيد الحجاز وعالمها).
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له من المؤلفات: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام؛
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين؛ ذيل على سير النبلاء؛
ذيل على التقييد لابن نقطة؛ تحصيل المرام بأخبار البلد
الحرام؛ تاريخ الملوك والخلفاء؛ دولة مكة الشرفاء؛ تحفة
الكرام ـ مختصر شفاء الغرام؛ تعريف ذوي العلا بمن لم يذكره
الذهبي من النبلاء؛ الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة؛
عجالة القرى للراغب في تاريخ أم القرى؛ مختصر حياة الحيوان(1).
علي بن عبدالله بن محمود بن محمد أرشد بن عبدالله البنجري
الأندونسي المكّي الشافعي. عالم زاهد فقيه. ولد بمكة المكرمة
ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم وبعض المتون في النحو والصرف
والفقه وغيرها. لازم السيد أبا بكر بن محمد شطا؛ فقرأ
عليه في النحو والصرف والفقه والتفسير، وقرأ على الشيخ
سعيد يماني في الفقه والحديث، وبهما تخرج في النحو والصرف
والفقه؛ وقرأ الفلك على الشيخ محمد بن يوسف الخياط؛ وحضر
دروس السيد حسين بن محمد الحبشي في الحديث، وكذلك السيد
علوي بن أحمد السقاف والمفتي عابد بن حسين بن ابراهيم
المالكي، ولازم أيضاً الشيخ محفوظ بن عبدالله الترمسي،
وحضر دروسه في الفقه والنحو، وأخذ عنه.
أجيز من مشايخه بالتدريس فدرّس بالمسجد الحرام في النحو
والصرف والفقه الشافعي. وكان منزله في الشامية مقصداً
لطلاب العلم. فعقد فيه دروساً منتظمة. توفي رحمه الله
بمكة المكرمة. له: الكوكب البري في ثبت البنجري(2).
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد العواجي الشهير بالبلاع
الأسدي العريشي المكي. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وقرأ
بها على السيد عمر بن عبدالرحيم البصري، والشيخ خالد المكي،
والشيخ عبدالملك العصامي وغيرهم وأجازوه. وأخذ عنه ولده
والشيخ علي العصامي وعبدالله العباسي وغيرهم كثيرون. توفي
رحمه الله بمكة المكرمة.
له: شرح الكافي في علمي العروض والقوافي؛ وشرح الأجرومية؛
واختصار المنهاج للنووي(3).
(1) عمر بن محمد (ابن فهد)، إتحاف الورى، جـ4، ص 47.
ومحمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ7، ص 18.
ومحمد الشوكاني، البدر الطالع، جـ2، ص 114. وعبدالحي الكتاني،
فهرس الفهارس، جـ1، ص 269. وإسماعيل باشا البغدادي، هدية
العارفين، جـ2، ص 187. وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ6،
ص 227. وعاتق بن غيث البلادي، نشر الرياحين، جـ2، ص 524.
ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 113.
(2) محمود سعيد أبو سليمان؛ تشنيف الأسماع، ص 409.
وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 131، حاشية.
(3) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 414. ومحمد أمين المحبي، خلاصة الأثر، جـ3، ص 383. وإسماعيل
باشا البغدادي، هدية العارفين، جـ2، ص 285.
|