وجـوه حجازيـة
محمد مختار بن عطارد البوغوري الجاوي الشهير بالبتاوي،
ثم المكي، الشافعي، أبو الإسعاد. من أوائل علماء جاوة
المجاورين بمكة المكرمة. ولد ببلدة بوقور عاصمة جاوة الغربية،
ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم، ومجموعة من المتون في الفقه
والنحو، وغير ذلك. سافر الى بتاوا وجاور بها لدى الشيخ
عبدالله بن عقيل بين يحي مفتي بتاوا، فقرأ وعرض عليه ما
حفظه من المتون، وزاد على ذلك، فحفظ عنده مجموعة من المتون
في النحو: الملحة وألفية ابن مالك والقطر، وفي الفقه الشافعي
وغير ذلك من الشروح، وأجازه بجميع مروياته.
رحل الى الحجاز لأداء فريضة الحج، واستوطن مكة المكرمة
مجاوراً واشتغل بها في الفقه على السيد أبي بكر بن محمد
شطا وأخذ عنه، كما أخذ الحديث عن محمد سعيد بابصيل، وسمع
على السيد حسين بن محمد الحبشي في الحديث، والشيخ محمد
بن سليمان حسب الله المكي في التفسير والحديث والفقه،
وأخذ عن العلماء الواردين الى مكة المكرمة كالسيد محمد
بن عبدالكبير الكتاني، والسيد محمد بن جعفر الكتاني والشيخ
مصطفى العفيفي، والسيد عبدالكريم الناجي الدربندي وغيرهم.
تصدر للتدريس بالمسجد الحرام وأقبل طلبة العلم على
حلقته وتخرج على يديه الكثير منهم، وكانت دارة أيضاً معهداً
لطلابه يقصدونها صباحاً ومساءً، وممن أخذ عنه الشيخ سليمان
سمداني، والسيد محسن بن علي المساوي، وعبد الرحمن بن يوسف
المدارسي، وعبدالستار الدهلوي، والسيد علوي بن عباس المالكي،
ومحمد أحمد بن إدريس البوقوري وغيرهم، وقد خلفه بعد موته
في التدريس بالمسجد الحرام الشيخ محمد أحمد البوقوري.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: إتحاف السادة المحدّثين بمسلسلات الأربعين، وتقريب
المقصد في العمل بالربع المجيب(1).
منصور بن عبدالحميد بن محمد البتاوي الجاكرتاوي الشافعي.
ولد بجاكرتا وحفظ القرآن الكريم، وقرأ النحو والصرف والفقه
والفلك على والده وإخوته، ومحمد محبوب بن عبدالحميد البتاوي،
ومحمد أحباب بن عبدالحميد البتاوي، ومحمد طبراني بن عبدالغني
البتاوي، ومجتبى بن أحمد البتاوي.
قدم مكة المكرمة مع والدته لأداء فريضة الحج، وجاور
بها رغبة في تحصيل العلوم الشرعية على علمائها. قرأ على
الشيخ سعيد يماني، والشيخ مختار بن عطارد البوغري، والشيخ
عمر باجنيد، والشيخ محيي الدين الجاوي، والشيخ محمد بن
يوسف الخياط، وغيرهم كثير. عاد الى بلاده واشتغل بالتدريس
في معهد والده الى جانب الدروس التي كان يلقيها لطلاب
العلم في منزله، وقام أيضاً بالتدريس في جمعية الخير بجاكرتا،
ثم أسس مدرسة نظامية ومعهداً خاصاً ورباطاً، واستقدم لهما
المدرسين، وتخرج من عنده عدد كبير من المشتغلين بالتدريس
وفي نشر العلم والدعوة في أندونيسيا. شارك في الجهاد ضد
الإستعمار الهولندي مع العلامة هاشم أشعري، والحاج أحمد
دحلان، والحاج ياسين منصور وغيرهم من كبار العلماء. واستمر
في نشره للدعوة الإسلامية، وجهاده الإسلامي، الى أن توفي
رحمه الله.
له: سليم النيرين؛ خلاصة الجداول؛ رسالة في صلاة الكسوف
والخسوف؛ ميزان الإعتدال؛ وسيلة الطلاب؛ جداول الدوائر
الفلكية؛ أربع رسائل في مسألة الهلال؛ الربع المجيب؛ مختصر
اجتماع النيرين؛ التذكرة النافعة في عمل الصوم والفطر؛
جدول الفرائض؛ اللؤلؤ المنظوم في مباحث ستة علوم؛ إعراب
الأجرومية النافع للمبتدئ؛ سلسلة السند؛ تصريف الأبواب
لمتن البناء؛ جدول القبلة؛ جدول أوقات الصلاة؛ تطبيق عمل
الإجتماع والخسوف والكسوف(2).
(1) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 245. ومحمود سعيد
ابو سليمان، تشنيف الأسماع..، ص 542. وعبدالله بن محمد
غازي، نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، ص 57 (مصور). ومحمد
ياسين الفاداني، قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام الحرمين،
جـ2، ص 476.
(2) محمود سعيد أبو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 551.
|