وجـوه حجازيـة
سعيد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، المدعو عبده بن
صالح بن عبدالله بن سعيد ابن القاسم بن شرف بن الحسن بن
ناصر بن قائد. والشيخ سعيد المكي الشهير بـ (يماني) بدون
أل. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، والتحق بحلقات علماء المسجد
الحرام فتلقى عن السيد أحمد دحلان، والسيد بكري شطا، وأخذ
عنهما، كما أخذ عن السيد أحمد بن حسن العطاس والسيد حسين
بن محمد الحبشي المكي، والسيد علي بن محمد الحبشي والشيخ
سعيد بن علي المرجي الأزهري، والشيخ رحمة الله العثماني
الهندي، مؤسس المدرسة الصولتية. وأجيز بالتدريس فتصدر
له بالمسجد الحرام، وأخذ عنه عدد كبير من طلاب العلم،
ومنهم أولاده صالح وحسن ومحمد، والشيخ أحمد ابن يوسف قستي،
وزبير بن الحاج أحمد اسماعيل الفلفالائي، والشيخ صالح
بن محمد الشهير بابن إدريس الكلنتي وغيرهم.
رحل الى زبيد في سبيل طلب العلم والى المدينة المنورة،
وأخذ عن علمائها، ولازم الشيخ رحمة الله العثماني، والسيد
أحمد دحلان في رحلة العلماء التي سافرت الى المدينة المنورة.
كان مشهوراً بالورع والتقوى والزهد في الدنيا، وكثيراً
ما رُشح للقضاء فاعتذر واصرّ وتهرب خشية من أن يشغله عن
عبادة الله، ونشر دينه بين طلاب العلم. وكانت له خلوة
بالداودية يعتكف فيها أكثر الأوقات لا سيما في شهر رمضان.
وكان رحمه الله يدخل المسجد الحرام الثلث الأخير من الليل
فيقضيه في طواف وذكر وعبادة. وكانت أغلب دروسه في التفسير
والحديث والفقه، وكان مقرؤه ابنه حسن، وكان يفسر لتلاميذه
الآيات تفسيراً يلائم عقولهم، بتوضيح غامضها دون أن يتوسع
في الموضوع حرصاً على الزمن ونفع طلابه، الذين منهم أبناؤه
والسيد عبد الحميد الخطيب، والشيخ أحمد ناضرين والشيخ
محمود زهدي، والشيخ غزالي ابن محمد يوسف خياط، والشيخ
علي بنجر وغيرهم ممن نشروا العلم في وطنهم وفي الشرق الأقصى.
وفي سنة 1344هـ قام برحلة الى أندونيسيا يرافقه فيها أبناؤه،
فكان لا ينزل بلداً إلا وتقام حفلات تكريم وتقدير من طلابه
المنتشرين في تلك الجهات. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(1).
حسن بن سعيد بن محمد بن أحمد بن عبد الله يماني. إمام
الفقه الشافعي في عصره بلا منازع. ولد رحمه الله بمكة
المكرمة ونشأ بها، وتلقى على والده ثم على نخبة من علماء
المسجد الحرام، والتحق بالمدرسة الصولتية وتخرج منها،
ولازم الشيخ عبدالرحمن الدهان ملازمة تامة وتخرج على يديه،
وأجيز بالتدريس في المسجد الحرام سنة 1330هـ، فتصدر للتدريس
والتف حوله عدد من طلاب العلم من شتى الأقطار الإسلامية،
وتخرج على يديه كثير من طلبة العلم في المسجد الحرام وفي
منزله. عمل نائباً لرئيس هيئة التمييز الشرعي مع قيامه
بالتدريس في المسجد الحرام. ثم رحل الى أندونيسيا وماليزيا
واختير في ماليزيا لمنصب الإفتاء، وظل به الى أن عاد الى
مكة المكرمة بعد الحرب العالمية الثانية، واستأنف التدريس
في المسجد الحرام وفي منزله الى حين وفاته رحمه الله.
وممن تتلمذ عنه المرحوم السيد محمد بن السيد علوي مالكي،
الذي ترجم له بقوله: (فضيلة مولانا الشيخ حسن يماني، هو
إمام الفقه بلا منازع في عصره، وقد لازمته آخر حياته ـ
بين 1380 الى 1391 هـ ـ بأمر سيدي الوالد رحمه الله تعالى،
وكان يخبرنا رحمه الله عن أحواله وتاريخ حياته، ويحدثنا
عن شيوخه. وأخبرني بأنه لقي أئمة كبار في العلم وفي الطبقة،
واستجازهم وروى عنهم، ومنهم العلامة المعمر الشيخ محمد
حسب الله، وهو بروايته عنه يساوي السيد الدحلان. كما أخبرني
أنه يروي عن الإمام العارف بالله المرشد الحبيب أحمد بن
حسن العطاس، ومفتي مكة الإمام حسين الحبيشي، وفقيه الشافعية
ومفتيهم السيد محمد سعيد بابصيل، ومنهم محدث الشام السيد
محمد بدر الدين، ومنهم الشيخ المعمر السيد عثمان شطا.
ولم ينقطع عن الدرس والتدريس والفتيا والإفادة مدة حياته،
وحتى في أثناء مرضه وهو على فراشه كان يهتم بذلك ويفرح
به ويستقبل الطلاب والمستفيدين والمستفتين. وقد جمعتُ
له ثبتاً بشيوخه ورواياته، وخرجت أسانيده الى كتب الحديث)(2).
(1) عبد الجبار، عمر. سير وتراجم، ص 120. وكذلك با
سلامة، محمد أبو بكر. في حياتهم. البلاد، في 6/7/1404هـ،
ص 11.
(2) مجلة التضامن الإسلامي، جـ4،5/10/11/1391هـ، ص
27. وكذلك باسلامة، محمد أبو بكر. في حياتهم، البلاد،
في 25/8/1404، ص 10-11. وأيضا البلاد في 6/7/1404، ص 5.
|