وجـوه حجازيـة
هو عبدالرحمن بن عيسى المرشدي العمري، ابو الوجاهة
الحنفي المكي. شيخ الاسلام، مفتي الأنام ببلد الله الحرام.
ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها فحفظ القرآن الكريم، وصلى
به التراويح إماماً بالمسجد الحرام غير مرة. وأخذ الفقه
والفرائض عن الشيخ علي ابن جار الله بن ظهيرة، وقرأ على
الشيخ عبدالله السندي آداب البحث، وجوّد القرآن الكريم
على الملا علي القاري الهروي، ولازم الشيخ عبدالرحيم بن
حسان، و السيد غضنفر، والشيخ عبدالسلام وزير السلار، والشيخ
محمد بن علي الركروك الجزائري.
روى الحديث عن الشمس الرملي، وعن الشيخ حميد السندي،
والشيخ أحمد الشربيني والشمس النحراوي.
ولّي التدريس بمدرسة المرحوم محمد باشا في حدود سنة
٩٩٩هـ، فدرّس بها صحيح البخاري، وولّي إمامة المسجد الحرام
وخطابته والإفتاء السلطاني في سنة ١٠٢٠هـ؛ ثم تولّى التدريس
بالمدرسة السليمانية الحنفية، كما كان قد تصدّر للتدريس
بالمسجد الحرام في حدود سنة ١٠٠٥هـ، وأفاد واستفاد.
تولى القضاء بمكة المكرمة، وتولى ديوان الإنشاء في
أيام الشريف محسن بن الحسن بن أبي نمي الى تمام دولته.
ثم تولّى الشريف أحمد بن عبدالمطلب، وكان في نفسه على
الشيخ المرشدي ظغن حل بصميم مهجته، فقبض عليه بعد نهب
داره في أواخر رمضان سنة ١٠٣٧هـ، واستمر مسجوناً الى يوم
النحر، وقُتل خنقاً ليلة الجمعة حادي عشر من ذي الحجة،
ودفن بالشبيكة. قيل ان الشريف احمد طلبه يوماً الى مجلسه،
وهو غاضباً، وعاتبه أشد عتاب. فأجابه الشيخ بأحسن جواب،
ثم أعاده الى السجن، وقال للحاضرين والله إني أعلم وأعتقد
أنه من أفضل علماء زمانه وأتقى أهل عصره.
من مؤلفاته: براعة الإستهلال فيما يتعلق بالشهر والهلال؛
وترصيف التعريف؛ ومنظومة في العروض؛ وتعميم الفائدة بتيمم
سورة المائدة من تفسير الجلالين؛ والجواب المكين عن مسألة
إن كان يعذب المشركين؛ وشرح عقود الجمان في المعاني والبيان
للسيوطي؛ وصفو الراح من مختار الصحاح؛ والفتح القدسي في
تفسير آية الكرسي؛ وفتح اللطيف شرح ترصيف التعريف له؛
وفتح مسالك الرمز في
شرح مناسك الكنز؛ ومناهل السمر بمنازل القمر؛ والوافي
شرح الكافي في علمي العروض والقوافي؛ ووقف الهمام المنصف
عن قول الإمام يوسف(١).
عبدالرحمن بن محمد بن ابراهيم بن احمد بن أبي بكر بن
عبدالوهاب المرشدي، الحنفي المكي. ولد بمكة المكرمة ونشأ
بها ولازم دروس والده؛ وسمع بمكة المكرمة من الزين الطبري،
والزين المراغي، والعراقي، وابن حجر، وابن طولوبغا، وابن
الجزري، وآخرين.
أجاز له عائشة ابنة ابن عبدالهادي، والشرائحي، وابن
حجي، والبرهان الحلبي، والنسفي، وابن الكويك وغيرهم.
ودخل بلاد الهند للرزق، وحدّث وقرأ عليه السخاوي في
حجته الأولى، وكان خيّراً كثير الطواف والإنعزال عن الناس،
مع اختصاص بابن قاوان.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(٢).
علي بن أبي بكر بن عبد الغني بن عبدالواحد، نور الدين
المرشدي، المكّي، ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها في كفالة
أبيه، فحفظ القرآن الكريم، ومجموعة من المتون في الحديث
ومصطلحه، والنحو والفقه وأصوله، والمعاني والبيان، وعرضها
سنة ٨٨٥هـ فما بعدها على البرهان بن ظهيره، وولده وأخيه،
وأبي القاسم بن ضياء، ويحي العلمي، وعبدالمعطي في آخرين.
واشتغل في الفقه عند الجمالي أبي السعود، وسمع عليه ابن
ماجه، والشفا، وغيرهما. وحضر عند السخاوي في مجاورته الرابعة،
وقرأ عليه من البخاري، ثم لازمه في التي بعدها حتى أكمل
قراءته(٣).
(١) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص ٢٥٠. ومحمد أمين المحبي، خلاصة الأثر، جـ٢، ص ٣٦٩. وخير
الدين الزركلي، الأعلام، جـ٤، ص ٩٥. واسماعيل البغدادي،
هدية العارفين، جـ١، ص ٥٤٨. وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين،
جـ٥، ص ١٦٤. ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة،
ص ٣٠٦.
(٢) محمد عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ ٤، ص
١١٢. وعمر بن فهد، اتحاف الورى، جـ٤، ص ٦٢٤
(٣) محمد عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٥، ص
٢٠٣.
|