وجـوه حجازيـة
بكور بن علي الجهني المصري، ثم المكي الشافعي. عالم
مسند، ولد بمصر، وقدم مع أبيه صغيراً الى مكة المكرمة
فنشأ بها، واستوطنها وجاور بها، وحفظ القرآن الكريم ومجموعة
من المتون في الفقه والنحو وغيرهما. أخذ العلم قراءة وسماعاً
عن بعض علماء مكة المكرمة كالشيخ محمد بن سليمان حسب الله
الشافعي، والشيخ عابد بن حسين المالكي، والشيخ محمد جمال
المالكي، وأجاز له جماعة كثيرون من الحرمين والواردين
إليهما كالسيد حسين بن محمد الحبشي، والسيد أحمد بن إسماعيل
البرزنجي، والشيخ عبدالله أفندي الجوهري، والسيد أبي النصر
الخطيب الدمشقي، وشهاب الدين أحمد بن محمد الحضراوي وغيرهم.
رحل الى الهند وجال في بلدانها ومراكزها العلمية والتقى
بالعديد من علمائها ثم رحل الى ماليزيا ووصل الى جزيرة
سومطرة وغيرها. عاد الى مكة المكرمة، وفي آخر عمره كف
بصره، وتوفي رحمه الله بمكة المكرمة(1).
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها والتحق بالمدرسة الخيرية
وتخرج منها. ثم قام بالتدريس بها وفي نفس الوقت واصل دراساته
العليا بمدرسة القلعة، وكانت في ذلك الوقت هي آخر مرحلة
دراسية، ولتفوقه ونبوغه عمل مدرّساً بها، وكان شغوفاً
بالقراءة والمطالعة. ومن زملائه في التدريس الشيخ أحمد
السباعي، والشيخ عبدالوهاب خياط وآخرون. عمل بالنيابة
العامة، وخدم فيها لسنوات طويلة، وتدرج في أعمال أقسامها،
حتى أصبح مدير عام التفتيش بها. وحينما تأسست وزارة الداخلية
اختير مديراً عاماً مساعداً، ثم مديراً عاماً فيها. توفي
رحمه الله بمكة المكرمة(2).
هو عبدالواحد الجوهري اليمني المكي الشافعي. ولد بمكة
المكرمة ونشأ بها وطلب العلم فقرأه على غير واحد من أفاضل
علماء بلد الله الحرام. توجه الى علم الأدب أكثر، فكان
أديباً شاعراً ومهر ونظم الشعر الحسن الكثير، واشتهر شهرة
تامة بالحجاز، ولأهله على شعره تهافت، وعلى قصر حياته،
فقد شغل معاصريه بشعره الذي قصره على الغزل حتى أن معاصريه
أغرموا به، وشبهوه بالمتنبي على عادة العصور الإسلامية
الوسطى في التعلق بأسماء نوابغ العصور الأولى، فكان الشاعر
عندهم متنبي زمانه، ووحيد أوانه. توفي رحمه الله بمكة
المكرمة(3).
هو أحمد بن حسين بن محمد بن حسين بن عبدالله الحبشي.
ولد في القنفذة وقدم به والده الى مكة المكرمة وعمره سنتان
فنشأ بها، وقرأ القرآن الكريم على والده ولازمه ملازمة
تامة في حضره وسفره، وأخذ عنه وأجازه، وأخذ عن أحمد بن
حسن العطاس وسالم البار وعمر البار، وعن محمد بن جعفر
الكتاني والشيخ عبدالرحمن الشربيني المصري وغيرهم. توفي
رحمه الله بمكة المكرمة(4).
التحق بالمدرسة الصولتية وتخرج منها فدرس فيها وبالمسجد
الحرام. قام برحلة الى الهند وباكستان سنة 1346هـ وزار
مكتباتهما، وعكف على مطالعة كنوز الكتب السلفية ودراسة
المذهب الحنبلي، ثم عاد الى مكة المكرمة، وتقلب في مناصب
القضاء فيها وفي الطائف. قال عنه عمر عبدالجبار في كتابه
(سير وتراجم): (عرفت فضيلة الشيخ عبدالله حداوي مدرساً
فصيحاً مخلصاً لطلابه، وعرفته قاضياً تكسوه هيبة العلم
ووقاره، وحضرت مجالسه الخاصة، واستمعت للطف حديثه، ولمستُ
فيه رعاية حقوق أصدقائه واقربائه والعطف عليهم ومواساتهم
في الأزمات والشدائد)(5).
(1) ابو سليمان، محمود سعيد، تشنيف الأسماع، ص123.
(2) المليصي، عبدالله. في حياتهم، جريدة البلاد، العدد
7625، في 20/7/1404هـ، ص 10-11.
(3) مرداد أبو الخير، عبدالله. مختصر نشر النور والزهر،
ص331. والعامودي، محمد سعيد. من تاريخنا، ص 227؛ والغزاوي،
أحمد بن إبراهيم، شذرات الذهب، ص 436؛ وأبو بكر، عبدالرحيم،
الشعر الحديث في الحجاز، ص148؛ وأخيراً الحامد، عبدالله،
الشعر في الجزيرة العربية خلال قرنين، الطبعة الثالثة،
ص 383.
(4) الحبشي، أبو بكر، الدليل المشير، ص28.
(5) عبدالجبار، عمر. سير وتراجم، ص 224.
|