وجـوه حجازيـة
هو محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد
الجمال، أبو المحاسن القرشي، العبدري الشيبي المكي. ولد
بمكة المكرمة ونشأ بها وسمع من القاضي علي النويري، ومن
جمال الدين الأميوطي في السيرة، ومن ابن صديق صحيح البخاري،
وأجاز له النشاوري، والصدر المناوي، والتنوحي، والبرهان
بن فرحون، والزين العراقي، والعلم سليمان السقاء، ومريم
الأذرعية. وتفقّه بالجمال بن ظهيره وغيره. واشتغل في فنون
ونظم الشعر الحسن، ومهر في الأدب، وكتب بخطه فيه الكثير،
وتوغّل في الإعتناء به، وصرف أوقاته له، حتى كان لا يعرف
إلا به.
دخل القاهرة واشتغل بالعلم وأخذ عن مشايخ عصره بمصر
والشام وعن غيرهما. كما زار اليمن وأقام بها مدة، وكان
لطيف المحاضرة والمحادثة لا تمل مجالسته.
ولي سدنة الكعبة المعظمة بعد قريبه محمد بن علي بن
راجح سنة سبع وعشرين وثمان مائة، فحُمدت سيرته، ثم تولى
قضاء مكة المكرمة، ونظر الحرم عوضاً عن أبي السعادات بن
ظهيره، وأبي البقاء ابن الضياء، وأثنى على سيرته في القضاء.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: بديع الجمال في الأدب؛ أعلام الأنام بتاريخ بيت
الله الحرام؛ تمثال الأمثال في مجلدين؛ ديوان شعر؛ شعر
الحاوي الصغير للقزويني؛ الشرف الأعلى في ذكر مقبرة المعلّى؛
طب الحياة ـ ذيل على حياة الحيوان للدميري؛ قلب القلب؛
اللطف في القضاء؛ كتاب فيما لا يستحيل بالإنعكاس ـ ثلاثة
مجلدات(1).
محمد بن عبدالكريم بن ابراهيم بن صالح بن عثمان الشبل.
ولد في عنيزة ونشأ بها واعتنى به والده، وقرأ القرآن الكريم
وجوّده وحفظه عن ظهر قلب؛ كما تعلّم مبادئ القراءة والكتابة
والحساب في بلدته. بعدها رحل في طلب العلم الى جهات عديدة،
فقدم مكة المكرمة وجاور بها زمناً، ولازم علماء المسجد
الحرام، وأخذ فيها عن الشيخ محمد عبدالله بن حميد وغيره؛
ثم سافر الى مصر وأخذ عن علماء الأزهر، واجتمع بعلماء
الأمصار فيها. ثم رحل الى الشام ولازم علماءها في الجامع
الأموي وفي الصالحية ودار الشطية، ومكث فيها زمناً ينهل
من موردهم الغزير.
بعدها رحل الى العراق، فقرأ على الآلوسيين؛ ورحل الى
الكوفة ولازم علماءها وأخذ عنهم؛ ثم رحل الى بلد الزبير
ولازم علماء الحنابلة فيها كالشيخ عبدالجبار البصري، وصالح
بن حمد المبيض، ثم رحل الى تركيا وأقام بالقسطنطينية ولازم
علماءها. ثم رحل الى الهند وأقام في لاهور، ثم الى دلهي،
ولازم علماء الحديث.
بعدها عاد الى وطنه وتصدّى للتدريس، وأخذ عنه نخبة
من العلماء منهم عبدالله بن علي بن حميد إمام المسجد الحرام،
وعبدالله بن محمد بن دخيل ـ قاضي المذنب، وعبدالرحمن بن
ناصر بن سعدي، وعبدالله بن محمد البسام، وغيرهم.
توفي رحمه الله بعنيزة(2).
هو سليمان بن محمد بن عبدالكريم بن ابراهيم بن صالح
بن عثمان الشبل. ولد بمدينة عنيزة، ونشأ بها، وحفظ القرآن
الكريم وجوّده، وأخذ عن والده في أصول الدين وفروعه، والحديث
والتفسير، ولازم الشيخ عبدالرحمن بن سعدي في الأصول والفروع
والحديث.
رحل الى الحجاز سنة ١٣٤٧هـ وجاور في مكة المكرمة وأخذ
عن علمائها بالمسجد الحرام، كالشيخ ابا بكر خوقير، ومحمد
العلي التركي، وقرأ على غيرهما. كما أخذ عن الشيخ محمد
بن عبدالعزيز بن مانع، وعاد الى عنيزة وسافر منها الى
الهند، وهناك لازم علماء الحديث ومصلطحه، ومنه رحل الى
العراق، وقرأ على علماء الحنابلة فيه، وعاد الى مكة المكرمة،
وتعيّن مدرّساً بمدرسة الفلاح، ثم في الرحمانية، ثم في
المحمدية، ثم نُقل مدرّساً الى الطائف. توفي رحمه الله
بعنيزة(3).
(1) عمر بن فهد، الدر الكمين، لوحة ٣٥-٣٦؛ محمد بن
عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٩، ص ١٣؛ وأحمد بن
علي ابن حجر العسقلاني، أنباء الغمر، جـ٨، ص ٣٢٢؛ ومحمد
بن علي الشوكاني، البدر الطالع، جـ٢، ص ٢١٤. وعبدالحي
ابن العماد، شذرات الذهب، جـ٧، ص ٢٢٣؛ وخير الدين الزركلي،
الأعلام، جـ٧، ص ١٧٩؛ وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين،
جـ١١، ص ٤٥؛ واسماعيل البغدادي، هدية العارفين، جـ ٢،
ص ١٨٩؛ ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة،
ص ١٢٦.
(2) محمد بن عثمان بن عثمان القاضي، روضة الناظرين،
جـ٢، ص ٢٥٨. وعبدالله بن عبدالرحمن البسام، علماء نجد
خلال ستة قرون، جـ ٣، ص ٨٤٣.
(3) محمد بن عثمان بن عثمان القاضي، روضة الناظرين،
جـ ١، ص ١٥٦.
|