وجـوه حجازيـة
هي زينب بنت أحمد بن محمد بن موسى الشويكي المكّي.
ولدت بمكة المكرمة ونشأت بها؛ وسمعت من البرهان بن
صديق في الحديث، وحدثت بمسموعها وغيره غير مرة، وأكثروا
عنها، وكانت خيّرة مباركة صالحة، كثيرة العبادة والصدقة
والصيام والطواف. عمّرت ممتّعة بسمعها وبصرها، وفُجعت
بأولادها فصبرت واحتسبت. توفيت رحمها الله بمكة المكرمة(١).
محمد بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس الشيبي
الحجبي المكي الشافعي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وحفظ
القرآن الكريم ومجموعة من المتون في الحديث والقراءات
والفقه واصوله والنحو، وعرض ذلك على علي الكمال بن الهمام،
وأبي السعادات بن ظهيرة، وأبي البركات بن الزين، والقاضي
عبدالقادر المالكي. وأخذ في الفقه عن النور الفاكهي، وعن
الكمال إمام الكاملية؛ ولازم الجوجري، وابن يونس المغربي،
وسمع على أبي الفتح المراغي، والبلاطنيسي، وخطاب، اثناء
مجاورتهم.
تميّز بالحفظ للشعر. وأجاز له جماعة. وتولى مشيخة سدنة
الكعبة المعظمة بعد ابن عمه بركات بن يوسف(٢).
هو أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم
الكلاعي الحميري الشوائطي. نسبه الى بلدة شوائط بقرب تعز
من بلاد اليمن. ثم المكي الشافعي الشهير بالمقرئ، شهاب
الدين، ابو العباس.
ولد بشوائط، ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم، ثم قدم تعز
بعد التسعبين وسبعمائة، وحفظ بها الشاطبية، وقرأ على الشيخ
عبدالله السبتي، القرآن الكريم، وجمع بين قراءة قالون
عن نافع وابن كثير وابي عمرو. وجمع عليه بالسبع من أول
القرآن الكريم الى قوله عز وجل (ويسألونك عن الأهلّة)؛
وأذن له في الإقراء، ثم قرأ الروايات السبع على المقرئ
عبدالرحمن بن هبة الله الملحاني، وأذن له في الإقراء.
قدم مكة المكرمة سنة ثلاث وثمان مائة فقطن بها، وسمع
بها من الشريف عبدالرحمن الفاسي صحيح البخاري، ومن البرهان
بن صديق صحيح البخاري؛ وزار مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم غير مرة بالمدينة المنورة، وسمع فيها على ابن حامد
المطري في الحديث، وعلى الجمال الكازروني في الفقه.
بعدها سافر الى حراز باليمن، فقرأ بها على شيخ شيخه
الملحاني، الشيخ محمد بن يحي الشارفي، ثم عاد الى مكة
المكرمة. وفي سنة ٨١٢هـ، زار المدينة المنورة فسمع من
زين الدين المراغي صحيح مسلم، وسنن ابي داوود، وسنن الدار
قطني، وغير ذلك، وسمع من السيدة رقية بنت ابن مزروع في
رجال الحديث وغيره؛ وتلا على كثير من المشايخ جمع بالثلاث
وفي القراءات العشر، وأُجيز بالإقراء، وكتب بخطه كثيراً
لنفسه ولغيره، كما عمل على تأديب الأطفال بالمسجد الحرام
مدة طويلة، ثم ترك وانقطع بالمسجد الحرام يقرئ ويدرس طرفي
النهار باذلاً نفسه لطلبة العلم من صغير وكبير.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(٣).
(١) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ١٢،
ص ٣٩؛ وعمر بن فهد، معجم الشيوخ، ص ٣١٥.
(٢) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٨،
ص ٢٥٨.
(٣) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٢،
ص ٢٨؛ وعمر ابن فهد، إتحاف الورى، جـ٤، ص ٤٠٠؛ ولابن فهد،
معجم الشيوخ، ص ٦٧.
|