وجـوه حجازيـة
السيد عباس بن علوي المالكي
(1367هـ - 1436هـ)
هو السيد عباس بن علوي بن عباس بن عبد العزيز الإدريسي الحسني المالكي. ولد رحمه الله بباب السلام بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، ونشأ في كنف والديه بالمسجد الحرام، حيث الدار المطلة نافذتها على بيت الله الحرام. عاش في بيت علم وفضل؛ فوالده، بهجة مكة، السيد علوي بن عباس المالكي الحسني، العالم المعروف، والمُدرس بالمسجد الحرام، ومدرسة الفلاح. ووالدته الشريفة فاطمة البغدادي، رحمها الله.
التحق في بادئ أمره بمدرسة تحفيظ القران الكريم في زقاق الحجر (الصاغة) في عهد مديرها الشيخ إبراهيم زاهر، وبحلقة والده السيد علوي المالكي؛ ثم التحق بمدرسة الفلاح، ثم بمدرسة الثغر النموذجية بجدة؛ ولما غلبه الشوق إلى البلد الحرام، عاد لمدرسة الفلاح، ثم بمدرسة عرفات، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية، رحل الى قاهرة المعز والتحق بالأزهر الشريف.
المرحوم عباس، لقب بمدّاح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان قد بدأ حياته العملية موظفاً في الهلال الأحمر، ثم عمل في رابطة العالم الإسلامي بقصر البياضية بالمعابدة في عهد رئيسها معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله، ثم زاول التجارة، الى جانب مواصلته طلب العلم في المسجد الحرام على يد والده السيد علوي بن عباس المالكي، قارئاً عليه كتب المذهب المالكي، وجملة من الأحاديث النبوية الشريفة، والتفسير، إضافة إلى دراسة السير النبوية نثراً ونظماً (البدرية والبردة وكثيراً من المدائح النبوية والأوراد) حتى أجازه بذلك إجازةً خاصة وعامةَ، روايةً ودرايةً، ومعقولاً ومنقولاً.
كما قرأ المرحوم عباس على الشيخ القاضي الأصولي حسن بن محمد المشاط، جملةً من كتب الفقه المالكي والأخلاق، ولازم فترة من الزمن الشيخ محمد نور سيف بن هلال، فقرأ عليه من كتب المذهب المالكي والفرائض حتى تمكنَ تمكُن المُجيد من هذا العلم؛ وكانت له مذاكرات ومراجعات في كتب المذهب المالكي، مع أخيه السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله حتى وفاته. كما أخذ عن جملة من علماء الحرمين الشريفين وعلماء العالم الإسلامي، وله ثبته المسمى بـ (الزبرجد والألماس في أسانيد السيد عباس).
وخالط المرحوم عباس علوي المالكي العلماء والأدباء والشعراء واستفاد منهم، وعاش متنقلاً بين حارات مكة المكرمة، آخذاً عن رجالاتها، حتى أثمر هذا العشق مدحاً نبوياً بلغ صيته الآفاق. ولما كان الإنشاد يعتمد على المقامات والأنغام؛ فقد أخذ هذا الفن الروحاني من مضانه، مبتدئا بالحرمين فمصر وسوريا والمغرب، وبعضاً من البلاد الإسلامية، لينتهي به المطاف بأن يصبح منشداً دينياً بالغ الصيته بين الأنام، فزار وشارك في الموالد النبوية في إندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي ومليبار وسنغافورة ودول الخليج العربي واليمن ومصر والمغرب وتركيا وبريطانيا وكندا وغيرها.
أنشأ مجلساً للسيرة النبوية العطرة استمر لأربعة عقود، وتوسع فأنشأ مركز السيد علوي مالكي للعلوم الدينية والسيرة النبوية براً ووفاءً وتخليداً لذكرى والده السيد علوي مالكي.
له: صفحات مشرقة من حياة السيد الأمام علوي بن عباس المالكي الحسني. جمع فيه ما كُتب عنه في الصُحفِ والمجلات. وله ايضاً: هكذا كانوا، تحدث فيه عن ملامح من الحياة الاجتماعية لمكة المكرمة لمدة تزيد على القرن.
توفي الثلاثاء 14 أبريل الجاري، وتمت الصلاة عليه بالمسجد الحرام، عقب صلاة المغرب، ودفن بمقبرة المعلاه، بجوار أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها.
عن موقع قبلة الدنيا، اعداد: محمد علي يماني
|