وجـوه حجازيـة
هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الطبري
المكي الشافعي. يُعرف بالمحبّ الطبري الإمام. كان إمام
المقام الشافعي. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها وحفظ القرآن
الكريم، ومجموعة من المتون في الحديث والفقه والقراءات،
وأصول الفقه والنحو والمنطق وغير ذلك. وقد عرض ما قرأه
على أبيه، وعلى الجمال بن ظهيرة، والنور بن سلامة، وشعبان
الآثاري، وأبي عبدالله الوانوغي، والشهاب بن الضيا الحنفي،
ومحمد بن علي النويري.
وسمع الطبري على أبيه، وعلى الجمال ابن ظهيرة، وزين
الدين المراغي، وابن الجرزي، والتقى الفاسي، ووالده أحمد
الفاسي، والمرجاني، والمرشدي، وعبدالملك الدريندي، والشمس
الشامي، وحسين وإسماعيل ابني علي الزمزمي وآخرين.
رحل المحب الطبري الى القاهرة سنة ٨٢٨هـ، فأخذ بها
عن الجلال البلقيني، والولي العراقي، وابن حجر العسقلاني،
وحضر دروسه في المؤيدية وغيرها، والشهاب الطنتدائي، والسراج
الدموشي، والشمس الشطنوفي، والشرف السبكي.
سافر الطبري من القاهرة في سنة ٨٢٩هـ الى الصعيد، وحضر
بمنشية أخيم دروس الخطيب الوهاتي، والشمس الغزولي والي
الاسكندرية ودمياط.
ثم زار بيت المقدس والخليل واجتمع بالشمس الهروي، وخليفته
المغربي وغيرهما. ودخل الشام، فحضر مجلس النجم بن حجي،
والشمس الكفيري، والتقى الحصيني، وابن قاضي شهية، ولقي
بحمص وحماه ابن الخطيب الدهشة، والبدر العصياني، والشرف
بن الشقر؛ وبحلب سمع من حافظها البرهان من لفظه في البخاري
وغيره؛ كما قرأ على الشهاب الإعزازي في النحو، وحضر عند
ابن أمين الدولة، وعبدالملك البابي، ورجع الى الشام، ثم
الى القاهرة، ثم الى مكة المكرمة.
وفي مكة قرأ على النجم الواسطي بن السكاكيني الحاوي،
قراءة بحث في سنة ٨٣٤هـ؛ وكذا قرأ عليه النحو والمعاني
والبيان والعروض، وقرأ على غيره قراءة بحث وتحقيق في عدة
فنون.
رحل المحب الطبري الى اليمن، تعز وعدن وزبيد وأبيات حسين، واجتمع في تعز بالحافظ الجمال بن الخياط، وفي زبيد بالشرف بن المقري، والناشري؛ وفي عدن بالقاضي ابن كبن، وفي أبيات حسين بالبدر حسين الأهدل.
أذن له بالإفتاء والتدريس، فدرّس وأفتى وخطب بالمسجد الحرام، وولي قضاء مكة وأعمالها كجدِّه، عوضاً أبي السعادات ابن ظهيرة.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(١).
هو محمد بن محب الدين بن يحي بن مكرم الطبري، ابو السعادات الحسيني الشافعي المكي.
كان إمام المقام. ولد بمكة المكرمة، وحفظ القرآن الكريم، وصلّى به التراويح بمقام ابراهيم بالمسجد الحرام، وأمّ بالناس، وحفظ مجموعة من المتون في النحو الفقه وغير ذلك.
عرض محفوظاته سنة ٩٩٠ هـ على مشايخ عصره، وأجازوه، وأخذ الفقه والنحو عن الشيخ أبي البقاء الغمري، وكان حسن الخلق، جميل السيرة. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(٢).
هو محمد بن علي بن فضل بن عبدالله بن محمد بن يحي بن مكرم الطبري الحسيني المكي. إمام المقام الإبراهيمي.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، كما حفظ مجموعة من المتون على المفتي عبدالقادر الصديقي، والسيد أسلم بن عبدالرحمن ميرك الحسيني الحنفي السليمان المكي. وقرأ على المحدث عبدالله بن سالم البصري وأجازه إجازة عامّة بجميع ما يجوز له روايته، فبرع حتى بلغ النهاية في المنطوق والمفهوم.
ولم يزل على دوام الإشتغال بالعلم والتدريس والإفادة حتى توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: الحجة الناهجة الناهضة؛ عقود الجمان في سلطنة العثمان؛ إتحاف فضلاء الزمن بتاريخ ولاية بني الحسن؛ وإمتاع البصر والقلب والسمع في شرح المعلقات السبع(٣).
(١) محمد عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٩، ص ١٩١.
(٢) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٤٥٣؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص ٦٧.
(٣) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٤٥٨؛ وعبدالله بن محمد غازي، مصدر سابق، ص ١٠٣؛ وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ٧، ص ١٨٩؛ وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ١١، ص ٣٤؛ ومجلة المنهل، جـ٧، ص ٢٩٦، وفيها وفاته سنة ١١٦٣هـ؛ ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة المكرمة، ص ٤٠٢.
|
