وجـوه حجازيـة
عبدالحميد بن علي بن عبدالقادر بن عبدالله قدس المكي
الشافعي.
ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، ومجموعة
من المتون في النحو والفرائض والعقائد والمنطق والفقه
وغير ذلك. وأخذ عن علماء عصره بمكة السيد أحمد دحلان،
والسيد عثمان شطا، كما لازم السيد بكري شطا، وقرأ عليه
عدة كتب في عدة علوم.
أيضاً، قرأ على السيد حسين حبشي في أصول الفقه والحديث
والتفسير وغير ذلك، وأجازه اساتذته بسائر مروياتهم، واذنوا
له بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وبمنزله.
تكررت رحلاته الى مصر، وأخذ عن علماء الجامع الأزهر
الأفاضل؛ كما أخذ عن الشيخ محمد سليمان حسب الله، والشيخ
عمر باجنيد، والشيخ عبدالرحمن دهّان، والشيخ سعيد يماني
من علماء مكة المكرمة.
كان رحمه الله نشيطاً في التأليف والنشر؛ فقد ألّف
عدة كتب، انتشرت بين طلاب العلم في الحجاز والشرق الأقصى.
وقد أوفدته الحكومة العثمانية مع هيئة من وجهاء وعلماء
مكة المكرمة والمدينة المنورة لحضور حفل افتتاح الخط الحديدي،
الذي ساهم في الإكتتاب فيه المسلمون؛ فسافر الى لبنان
سنة ١٢٢٤هـ، ومثّل بلاده مع زملائه
خير تمثيل.
كان رحمه الله عالماً وشاعراً. وله من المؤلفات: نفحات
القبول والإبتهاج في قصة الإسراء والمعراج؛ رسالة في البسملة
من ناحية البلاغ؛ منظومة في الآداب والأخلاق الإسلامية؛
فتح الجليل الكافي في العروض والقوافي؛ كنز النجاح والسرور
في الأدعية المأثورة التي تشرح الصدور؛ لطائف الإشارات
على تسهيل الطرقات لنظم الورقات (في اصول الفقه)؛ إرشاد
المبتدي في شرح كفاية المبتدي؛ الأنوار السنيّة في شرح
الدرر البهية؛ ودفع الشدة في تشطيرة البُردة؛ والذخائر
القدسية؛ وطالع السعد الرفيع (شرح لبعض المدائح النبوية)(١).
هو علي بن عبدالقادر بن عبدالله بن مجير قدس المكي
الشافعي. عالم فاضل. ولد ببلده قدس، ثم قدم مكة المكرمة
وجاور بها، وقرأ على السيد أحمد النحراوي، والشيخ يوسف
السنبلاويني، والسيد أحمد دحلان، ولازمه كثيراً، حتى بلغ
معه مرتبة المدرسين، فأجازه بالتدريس وبسائر مروياته؛
فدرّس وأخذ عنه جماعة من طلبة العلم الجاويين. كان رجلاً
صالحاً، وأحد شيوخ الجاوة المطوّفين. توفي رحمه الله بمكة
المكرمة(٢).
هو علي بن عبدالحميد بن محمد علي قدس، السامراني الشافعي
المكي.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها ولازم والده، وأخذ عنه كافة
العلوم الإلهية والتفسير والحديث والفقه، وقرأ على الشيخ
محمد محفوظ الترمسي، ومختار البوغوري البتاوي، وأجازه
بعض مشايخ والده، منهم الشيخ عبدالرحمن دهّان، والسيد
حسين الحبشي، والسيدان أبو بكر وعمر أبناء محمد بن شطا،
والسيد حسين بن محمد بن صالح جمل الليل العلوي، والشيخ
مختار بن عطارد البوغوري، وغيرهم.
كانت لعلي مقدرة قوية كوالده في تأليف الكتب، وكتب
مقالات عديدة؛ وفي سنة ١٣٤٣هـ،
خرج من مكة المكرمة مضطراً الى أندونيسيا (بعد سيطرة الوهابيين
وآل سعود على الطائف ومكة المكرمة) وكان معه أهله، وجلس
بناحية جاوه الشرقية، وافتتح مدرسة يدرّس فيها العلوم
الشرعية لأبناء البلاد. وبعد فترة انتقل الى جزيرة سلبيس،
وتنقّل بين أنحاء اندونيسيا ناشراً العلم وداعياً الى
الله تعالى(٣).
(١) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص ١٥٧؛ وعبدالله مرداد
ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٢٣٦؛ وخير الدين
الزركلي، الأعلام، جـ ٤، ص ٥٩؛ وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين،
جـ٥، ص ١٠٥؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص ١٩٣.
(٢) عبدالله مرداد ابو الخير، مصدر سابق، ص ٣٦٩؛ وعبدالله
بن محمد غازي، مصدر سابق، ص ١٣٩.
(٣) محمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص ٤٠٣.
|