وجـوه حجازيـة
هو عمر بن علي، سراج الدين، أبو حفص المالكي الحنفي،
المكي.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها؛ وطلب العلم وجَدَّ في تحصيله،
حيث أخذ عن أكابر علماء مكة المشهورين في عصره، وبرع في
جميع الفنون، وعُدّ أحد علماء عصره وفقهائه وأدبائه وشعرائه.
تصدى للتدريس بالمسجد الحرام، فدرّس فيه، وتخرّج به
جماعة من طلبة العلم، منهم الشيخ محمد خوج الحنفي. ونعته
تلميذه الشيخ محمد بن صالح مرداد، بالمدرس والخطيب والإمام
بالمسجد الحرام، وذلك في بعض إجازته للشيخ جار الله اللاهوري.
لم يُعرف على وجه الدقّة تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته،
غير أنه كان حيّاً سنة ١١٦٥هـ(١).
هو السيد محمد بن عبدالعزيز بن عباس المالكي؛ وهو أخو
المرحوم السيد عباس المالكي، وعمّ السيد العلامة علوي
المالكي رحمه الله.
ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم ومجموعة
من المتون في النحو والعقائد والفرائض والمنطق، وسمع أغلبها
على السيد عمر شطا، وقرأ عليه النحو والتوحيد؛ ولازم الشيخ
عابد ـ مفتي المالكية ـ ملازمة تامة في النحو والمنطق
والمعاني والبيان والبديع والأصلين وغير ذلك.
كما أخذ عن كبار علماء مكة المكرمة، مثل السيد أحمد
زيني دحلان، والشيخ محمد خياط، والسيد بكري شطا، وغيرهم.
كان علامة متفننا، وفقيهاً متقناً في المذهب المالكي،
وكان إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام.
تصدّر للتدريس فدرّس وأفاد؛ وكان من حفّاظ القرآن الكريم
المجودين، واشتغل بالقراءة والإقراء.
توفي شاباً دون الثلاثين من عمره، وذلك في حياة والده
بمكة المكرمة(٢).
هو حسين بن إبراهيم بن حسين بن محمد بن عابد المالكي.
مفتي المالكية بمكة المكرمة، ويرجع نسبه الى قبيلة في
المغرب يقال لها العصور.
اشتغل في طلب العلم، وحفظ القرآن الكريم، وتلقّى علومه
بالجامع الأزهر.
بعدها قدم مكة المكرمة، وجاور بها في نيف وأربعين ومائتين
والف هجرية، وذلك بواسطة أمير مكة المكرمة الشريف محمد
بن عون، الذي قرّبه وأنعم عليه بوظيفتي الخطابة، والإمام
بمقام المالكي.
كان صاحب مكارم أخلاق، وحلم ونباهة وورع، وكتب بخطه
كتباً كثيرة، كما تصدّى للتدريس بالمسجد الحرام، فدرّس
وأفاد.
تولّى الإفتاء فذاع صيته واشتهر بعدله وتحرّيه في كل
فتوى يصدرها.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: شرح الحكم العطائية، موضح المناسك في مذهب مالك؛
وشرح: بانت سعاد؛ وحاشية على الخطاب؛ وحاشية على الدردير؛
ورسالة في مصطلح الحديث(٣).
محمد بن حسين، مفتي المالكية. عالم وأديب. قدم مكة
المكرمة مع والده من مصر سنة ١٢٥٥هـ، وعمره يومئذ نحو
ثلاث سنين، فنشأ بمكة، وحفظ القرآن الكريم، وطلب العلم،
واشتغل به.
قرأ على والده، وعلى السيد أحمد دحلان وغيرهما.
ولما توفي والده، تولّى منصب إفتاء المالكية مكانه.
وكان أديباً ذا أخلاق حسنة.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(٤).
علي بن محمد المدّاح، المصري، الشافعي البنهاوي. نزيل
مكة المكرمة.
قرأ العلوم بالجامع الأزهر على علماء عصره، ثم قدم
مكة المكرمة، وجاور بها، وتصدّى للتدريس بالمسجد الحرام،
فدرّس وأفاد.
كان كثير العبادة، ملازماً على القيام والطواف والصيام.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة، وقام مقامه ولده محمد
المداح في إحياء الدروس في المسجد الحرام(٥).
(١) انظر عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور
والزهر، ص ٣٨١.
(٢) المصدر السابق، ص ٤٨٠؛ وعبدالله بن محمد غازي،
نظم الدرر، ص ٢٠٧.
(٣) عبدالله مرداد ابو الخير، ص ١٨٠؛ وعمر عبدالجبار،
سير وتراجم، ص ١٠٠؛ وعبدالله محمد غازي، نظم الدرر، ص
١١٩؛ وأحمد بن محمد الحضراوي، نزهة الفكر، جـ٤، ص ٢٨٢.
(٤) عبدالله مرداد ابو الخير، ص ٤٢١؛ وعبدالله بن محمد
غازي، ص ٢٩٥.
(٥) عبدالله مرداد ابو الخير، ٣٧٢؛ وأحمد الحضراوي،
نزهة الفكر، جـ٤، ص ٤٥١.
|