وجـوه حجازيـة
ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ
على والديه، ثم التحق بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وكان
بها من أوائل المتفوقين.
ولما كان العام 1929، ووسط تقلبات الوضع المحلي وثورة
الإخوان والقمع الذي كان يجري في الحجاز، ارتأى الشيخ
محمد علي زينل، أن يبتعث مجموعة مختارة من أبناء مدرسة
الفلاح للدراسة في الخارج، واختار الهند كجهة ابتعاث،
لكونها مقر تجارته، مما يسهل أمر متابعتهم عن قرب هناك.
سافر سامي كتبي الى الهند، وفيها درس اللغة الإنجليزية
في المعهد البريطاني في بومباي، وكان عضواً في نادي الكتاب
الشهري الأمريكي، وكان تخصصه في دراسة آداب اللغة الإنجليزية.
بعد ان استقرت الأوضاع واعلن عن توحيد المملكة تحت
مسماها الجديد، عاد كتبي الى البلاد، وتزامن ذلك مع بدايات
اعمال مكتب المعادن والأشغال العمومية في جدة التابع لوزارة
المالية، حيث التحق به مساعداً للسيد نجيب صالحة، وكان
من بين مهامه متابعة نشاط شركة كاليفورنيا آربيان ستاندرد
اويل كومباني، التي حازت امتياز النفط في السعودية. وخلال
فترة عمله، رافق الملك عبدالعزيز في العام 1939 لتحميل
اول ناقلة نقط من ميناء رأس تنورة.
ومع انتهاء الصفة الاعتبارية لشركة النفط الامريكية
وتحويلها الى شركة ارامكو، انتقل السيد سامي محمد كتبي
الى الظهران ممثلاً للحكومة، وذلك لمتابعة شؤون ارامكو،
وشؤون القنصلية الأمريكية التي تأسست حديثاً، الى أن خلفه
في عمله خالد بن احمد السديري.
تفرغ للعمل التجاري بعدها، فأسس شركة سامي كتبي وإخوانه،
واشترك مع مجموعة من رجال الأعمال برئاسة الشيخ عبدالله
زينل في تأسيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة عام 1946،
وقد تأثرت أحواله فترة الستينات بسبب انخراطه في النشاط
السياسي. وفي اواخر الستينيات تفرغ للشأن العائلي الى
أن توفي(1).
محمد مكي بن محمد بن محمد بن حسين الشهير بالكتبي،
الحنفي، الخطيب، الإمام، المدرّس بالمسجد الحرام.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها في حجر والده، وحفظ القرآن
الكريم، وأخذ عن جملة من أعيان علماء مكة المكرمة، ومنهم
والده. وقد تفقه محمد مكي على والده وعلى السيد أحمد دحلان،
وغيرهما؛ كما أخذ عن الواردين اليها كالسيد محمد القاوقجي
الحنفي، واذنوا له بالتدريس وأجازوه، فتصدّر للتدريس بالمسجد
الحرام، وأفاد وكتب الكتب الكثيرة بخطّه الحسن، وكان حريصاً
على جمعها.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(2).
محمد صالح بن محمد حسين الكتبي، الحنفي الخطيب، الإمام،
المدرس بالمسجد الحرام.
ولد بمصر واشتغل بالعلم على والده، وعلى علماء عصره،
فمهر وتفنن في علوم كثيرة.
قدم مع والده الى مكة المكرمة وجاور بها، ولما تصدى
والده للدرس بالمسجد الحرام، حضره الأعيان للتلقي، وحضر
هو بجملتهم. وبعد وفاة والده، جلس للتدريس بالمسجد الحرام،
فدرّس وأفاد، وحضر دروسه الطلبة الكثر، وكان محمد صالح
ذا تقرير حسن، فصيح اللهجة والعبارة، وخط مستحسن، كتب
به كثيراً من الكتب والرسائل، خصوصاً مؤلفات المكيين،
مع غاية الضبط التام، وتحليتها بالهوامش المفيدة.
وكان محمد صالح الكتبي أحد جلساء أمير مكة المكرمة،
الشريف عبدالله بن محمد بن عون.
توفي رحمه الله بالطائف(3).
(1) علي كتبي، مقالة أشخاص في حياتي: السيد سامي كتبي؛
عبدالعزيز الحربي، مقالة في حياتهم، جريدة البلاد، 22/7/1410هـ.
(2) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 477؛ عبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 211. وانظر
عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 196 ـ الحاشية.
(3) مرداد ابو الخير، مصدر سابق، ص 476. وعبدالله بن
محمد غازي، نظم الدرر، ص 148. وعمر عبدالجبار، سير وتراجم،
جاء في حاشية ص 240 بأن السيد محمد صالح الكتبي، ولد بمكة
المكرمة سنة 1245هـ، وان والده السيد محمد حسين كتبي هو
جد آل كتبي المتوفي في 1280هـ، وكان السيد محمد صالح أمين
فتوى والده.
|