وجـوه حجازيـة
هو محمد العربي التباني بن الحسين. علاّمة فاضل في
العلوم، والمدرس بالمسجد الحرام.
ولد بقرية رأس الوادي بالجزائر، وحفظ القرآن الكريم
وعمره اثنا عشر عاما، كما حفظ مجموعة من المتون في الفرائض
والقراءات والنحو والفقه، وعرضها على جماعة من المشايخ،
منهم الشيخ عبدالله بن القاضي الزواوي.
عند بلوغه سن الرشد، رحل التباني الى تونس، ومكث فيها
أشهراً، حضر أثناءها دروس بعض مشايخ جامع الزيتونة، وقرأ
في النحو والفقه والصرف والتجويد، وقرأ في نظم الجزرية،
مع حفظه لبعض متون أخرى.
بعدها رحل الى المدينة المنورة، قبل الحرب العامة،
فأدرك فيها مشايخ أجلاء، فلازم دروسهم، منهم الحافظ الشيخ
أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي، حيث قرأ عليه كثيراً من
الفقه المالكي، والسيرة، وقطعة من أشعار الصحابة، وديوان
النابغة، والمعلقات السبع، وسنن أبي داوود في الحديث.
كما لازم دروس الشيخ حمدان بن احمد الشنقيطي، وقرأ عليه
في التفسير والنحو والمنطق وفي المعاني والبيان، وغير
ذلك.
أيضاً قرأ محمد العربي التباني على الشيخ عبدالعزيز
الوزير التونسي، الموطأ بشرح الزرقاني، ومختصر خليل، وفي
النحو، وقرأ على الشيخ محمود، قاضي قرية شنقيط، المعلقات
السبع، ونظم أنساب العربي للبدوي الشنقيطي.
ثم رحل الى دمشق بعد نهضة الشريف حسين على الترك، وخرج
مع من خرج من المدينة المنورة، ثم عاد الى مكة المكرمة
سنة ١٣٣٦هـ، وحضر في المسجد الحرام
دروس الشيخ عبدالرحمن دهان، وقرأ عليه شرح إيساغوجي في
المنطق للأنصاري بحاشية العطار، وقرأ على الشيخ مشتاق
أحمد الهندي.
في سنة ١٣٣٨هـ، عُيّن مدرّساً
في مدرسة الفلاح بمكة المكرمة، والى جانب عمله مدرساً
بها، فإنه قد تعلّم فيها عدة فنون في النحو والمعاني والبيان
والفقه والحديث، والتفسير والفرائض، والصرف والتاريخ الإسلامي؛
وختم كتباً كثيرة بأكملها مثل الموطأ وصحيح مسلم، وسيرة
ابن هشام، وعقود الجمان والإتقان في علوم القرآن، وفتح
الباري لابن حجر، والإصابة والإستيعاب، والكامل لابن الأثير،
وغيرها من كتب التاريخ والتراجم، وكذلك الفتاوى لابن تيمية،
وزاد المعاد لابن القيم.
تصدر العربي التباني للتدريس بالمسجد الحرام، وكذلك
في منزله، واخذ عنه علماء أعلام، منهم السيد علوي مالكي،
والسيد محمد أمين كتبي، والشيخ محمد نور سيف، وغيرهم.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن والسنة من فضائل
الصحابة؛ تنبيه الباحث السري الى ما في رسائل وتعليقات
الكوثري؛ تحذير العبقري على كتاب المحاضرات للخضري؛ اعتقاد
أهل الايمان بنزول المسيح آخر الزمان؛ محادثة أهل الأدب
بأخبار وأنساب جاهلية العرب؛ خلاصة الكلام فيما هو المراد
بالمسجد الحرام؛ إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة
ووصول ثوابها للأموات؛ حلية الميدان ونزهة الفتيان في
تراجم الفتاك والشجعان؛ براءة الأبرار ونصيحة الأخبار
من خطل الأغمار؛ مختصر تاريخ دولة بني عثمان؛ إدراك الغاية
من تعقب ابن كثير في البداية(١).
هو عبدالله بن حمد عبداللطيف عريف.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها والتحق بمدرسة الفلاح وتخرج
فيها، ثم ابتُعث الى القاهرة، فالتحق بدار العلوم بالقاهرة،
لكنه لم يكمل دراسته في السنة النهائية، وعاد الى وطنه
بعد اعلان الحرب العالمية الثانية.
عمل في جريدة أم القرى لفترة قصيرة، ثم انتقل الى وزارة
المالية في ديوان التفتيش.
ترأس تحرير جريدة البلاد السعودية في ازهى فترات صدورها
وحيويتها. وتميز بكتابة الملاحظات الصحفية القصيرة والمؤثرة
في النقد والتوجيه للإصلاح الاجتماعي العام، تحت عنوان
(همسة اليوم).
عبدالله عريف شاعر، ولكن انهماكه في العمل الصحفي والخدمة
العامة لم يتح لشاعريته فرص النضج الكامل والمتابعة.
عمل أمينا للعاصمة المقدسة، وهو أول من ادخل أساليب
التطوير الحديث في شوارع مكة المكرمة وتنظيمها العمراني،
بهمّة وحزم وإخلاص.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: رجل وعمل، محاضرات في نادي الوحدة؛ همساته في الصحف
اليومية(٢).
(١) عبدالله بن محمد غازي، نثر الدرر بتذييل نظم الدرر،
ص ٧١؛ ومحمود سعيد أبو سليمان، تشنيف الأسماع، ص ٣٧١،
وفيه ولادته سنة ١٣١٥هـ؛ ومجلة الحج، العدد ٢٨، ص ٩-١٠،
ربيع الأول والثاني سنة ١٣٩٤هـ؛ وانظر محمد ياسين الفاداني،
قرة العين في اسانيد شيوخي من اعلام الحرمين، جـ٢، ص ٣٥٧؛
وكذلك عبدالله عبدالمجيد بغدادي، الانطلاقة التعليمية
في المملكة العربية السعودية، جـ٢، ص ٦٦٧.
(٢) عمر الطيب الساسي، الموجز في تاريخ الأدب العربي
السعودي، ص ١٤٨. وإبراهيم احمد حسن كيفي، هذه بلادنا ـ
مكة المكرمة، ص ٢٨٠. وانظر عبدالسلام الساسي، شعراء الحجاز
في العصر الحديث، ص ٢٣٧، والموسوعة الأدبية جـ٣، ص ١٥٩.
ايضاً انظر مجلة المنهل، العدد الخاص بتراجم وأدباء المملكة
العربية السعودية، ص ٧٨. وكذلك انظر موسوعة الأدباء والكتاب،
جـ٢، ص ٣٠٨، ومعجم الكتاب والمؤلفين، جـ١، الطبعة الثانية،
ص ١٠٤، وكذلك معجم الأدباء والكتاب، جـ١، ص ٢٣٣؛ واخيراً
انظر غنيم الحكيم، الكاتب المكي، ص ١٠٧.
|