وجـوه حجازيـة
حمزة بن محمد بن عبدالرحمن بن محجوب بن منصور، أبو
حسين المرزوقي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها في كنف والده،
وأخذ عنه النحو وغيره، والتحق بالمدرسة الراقية بمكة المكرمة
في العهد الهاشمي، وتخرج منها. بدأ حياته العمليّة قبل
الثامنة عشرة في سنة 1341هـ بديوان المشيخة الإسلامية
قبل العهد السعودي، وفي عهد الملك عبدالعزيز تم تعيينه
سكرتيراً مساعداً في المجلس الأهلي الذي تأسس بعد سقوط
الحجاز محتلاً بيد النجديين وذلك سنة 1344هـ، وتقلد المرزوقي
عدة أعمال في وظائف متعددة، الى أن أصبح أميناً عاماً
لمجلس الوزراء، واستمر فيه الى أن توفي رحمه الله ودفن
في المعلاة.
تاج الدين بن عبدالمحسن بن سالم القلعي المكي الحنفي،
أبو الفضل. مفتي مكة المكرمة وقاضيها، والخطيب والإمام
بالمسجد الحرام. كان إماماً جليلاً، فقيهاً محدّثاً، أخذ
العلوم عن الشيخ حسن عجيمي، والشيخ عبالله بن سالم البصري،
وجلّ مروياته عنهما، كما روى عن عيسى الثعالبي وغيره،
فبرع وتصدّى للتدريس بالمسجد الحرام بإجازة شيوخه، حيث
درّس كتب الأمهات الستّ. وكان إذا ختم كتاباً منها جمع
رسالة في ختمه، كعادات محدّثي علماء مكة المكرمة وغيرهم
من المتقدمين.
تولى القضاء بمكة كما وتولى إفتاءها ثلاث مرات. اخذ
عنه المحدث ولي الله الدهلوي، وسمع عليه أطرافاً من كتب
الحديث وأثنى عليه. توفي رحمه الله بمكة المكرمة. له:
تجريد جامع الترمذي.
عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن علي بن محمد بن حسن بن
علي عجيمي الحنفي المكي؛ الخطيب والإمام والمدرس بالمسجد
الحرام. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم
ومجموعة من المتون، وعرضها على مشايخ عصره العلماء الأعلام
في البلد الحرام. وطلب العلم وقرأ على كثير من العلماء،
وتفقه على الشيخ جمال، وحضر دروسه في التفسير والحديث
وغيرهما؛ كما قرأ على الشيخ رحمة الله في الفقه والمعاني
والبيان والتفسير وغير ذلك؛ وعلى السيد أحمد دحلان في
عدة علوم وأجازه. وقرأ في الفقه على الشيخ عبدالرحمن جمال،
وعلى الشيخ عبدالرحمن سراج في التفسير والفقه والتوحيد
وغيرهما؛ واجتمع بالشيخ علي الشامي الحلواني وأجازه، كما
أجازه جميع مشايخه.
درّس وأفتى، وكان من كبار الخطباء والأئمة بالمسجد
الحرام. قُلّد قضاء الطائف، وكان من جملة أمناء الفتوى
عند الشيخ عبدالرحمن سراج. وكان ذا خطّ حسن، وكتب الكتب
النفيسة. توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
إبراهيم حسن عرب. تلقى العلم عن والده وعن علماء عصره.
ولما أجازه مشايخه وأذنوا له بالتدريس في المسجد الحرام،
عقد حلقة درسه في حصوة باب العمرة، بين مقامي الحنفي والمالكي،
وكان يلقي درسه بعد صلاة المغرب، وكان يُقسّم درسه الى
قسمين: عملي ونظري؛ فالقسم العملي مثاله انه كان رحمه
الله يرشد العامة الى كيفية الوضوء والحرص على الدلك لإيصال
الماء الى البشرة، وغسل بطون الأصابع والأعقاب، وكان يخرج
رجله أمام المجتمعين حوله، ويقول هذا هو عقب القدم الذي
حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التساهل في غسله
حيث قال: (ويلٌ للأعقاب وبطون الأصابع من النار). والويل
وادٍ في جهنم أعاذنا الله منها. أما القسم الثاني من درسه
فقد كان وعظاً ونصحاً وإرشاداً، دون أن يمسّ كرامة أحد،
أو يتعرّض له بما يكره.
|