وجـوه حجازيـة
هو عمر بن عبدالكريم بن عبد رب الرسول العطار المكي
الشافعي. العلامة المحدّث، مسند مكة المكرمة وعالمها في
عصره. يروي عامة عن عبدالملك القلعي، وطاهر سنبل، وأبي
الفتح بن محمد بن حسن العجيمي، وصالح الفلاني، ومصطفى
بن محمد الرحمتي الدمشقي، وسليمان الشامي، ومرتضى الزبيدي،
والشمس الشنواني المصري، ومحمد بن أحمد الجوهري، ومحمد
بن عبدالرحمن الكزبري، وغيرهم.
تخرج على يديه كثيرون، منهم الشيخ حمزة عاشور، والشيخ
عبدالله سراج، والشيخ أبو بكر زرعة، والسيد محمد السنوسي،
وعبدالله ميرغني، والسيد محمد الحبشي مفتي الشافعية بمكة،
وآخرون.
توفي رحم الله بمكة المكرمة. له: ثبت عمر بن عبد رب
الرسول، ومناقب الشيخ علي الوناني(1).
عمر بن عقيل الشافعي المكي. المدرس بالمسجد الحرام.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وأخذ العلم عن والده وعن علماء
مكة المكرمة، وتولى التدريس بالمسجد الحرام، وكان مقرباً
لدى الشريف عبدالمطلب أمير مكة المكرمة. توفي رحمه الله
بمكة. له رسالة تتعلق بجمع القرآن الكريم(2).
زين العابدين بن محمد علي بن عبدالله بن محمد بن عبدالشكور
المكي الحنفي. العالم الأديب، الشاعر والوزير، وكيل أهل
الحرمين في عهد الشريف محمد بن عون، ورئيس ديوان الشريف
عبدالله باشا. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وقرأ على الشيخ
عبدالله سراج، والشيخ جمال مفتي مكة المكرمة، وعلى والده،
وجدّ واجتهد فحاز طرفاً من علم الأدب.
أحبّه أمير مكة المكرمة الشريف عبدالله فقرّبه وأدناه
منه لما رأى فيه من الأهلية في الإنشاءات واللهجة الفصيحة
وحُسن الخط والمفاكهة في المحادثة، وكان من أخص الخواص
لديه، والمعول عليه في إرسال الجوابات (من الشريف عبدالله)
الى السلطان والوزراء وغيرهم من الكبار.
ترجم له الحضراوي في كتابه: نزهة الفكر فيما مضى من
الحوادث والعبر، فقال: كان فريد الزمان في النباهة والبلاغة
والبيان، وكان وجيهاً عند الأمراء، متكلماً أديباً له
اطلاع وبيان. مدح الشريف عبدالله باشا بقصائد غرر، فمُنح
عنده القبول. (الى أن قال).. تولى وكيلاً لأهل الحرمين
بمصر مدة وبالآستانة مدة، وكان منطقياً لا يتوقف، ورئيساً
لا يستنكف ولا يتأنف، محبباً عند أمير مكة المكرمة الشريف
عبدالله باشا بن عون. له جملة محاورات ولطائف وفضائل وخصال
حميدة؛ وله أجوبة مسكتة بهية، كان له قصر جميل في حارة
الباب بروشان، ضخم (هدم في اواخر خمسينيات القرن الرابع
الهجري)؛ وكان الشريف عبدالله باشا يزوره في قصره ثالث
أيام عيد الفطر المبارك عصراً، فطلب من الشريف أن تكون
الزيارة طيلة اليوم فوافق على دعوته، وقال إن كان العيد
انتهى اليوم، إلا أننا نعتبر يوم الرابع عيداً لحارة الباب.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(3).
محمد حامد بن أحمد بن عوض. ولد في ضباء، وطلب العلم
في المدينة المنورة، ورحل الى الأزهر الشريف، وأخذ فيه
عن علمائه، منهم الشيخ محمد بخيت المطيعي، ثم عاد الى
المدينة المنورة، وأخذ عن علماء المسجد النبوي الشريف،
ثم سافر الى جدة فتصدر للتدريس في مسجد السنوسي ومسجد
عكاشة ومسجد العماري. وكانت دروسه في التفسير والحديث
والفقه الحنفي، وعلم الفلك.
تولى ادارة مدرسة الفلاح بجدة الى جانب الدروس التي
كان يلقيها، وانتقل الى مكة المكرمة وعين مديراً لمدرسة
الفلاح بها، وكان يُلقي دروسه في المسجد الحرام، وكانت
حلقة دروسه بباب الصفا.
عيّنه الشريف حسين قاضياً بمحكمة جدة، فشعر بملل فاستقال،
وسافر الى الهند وأقام فيها الى أن توفي رحمه الله(4).
(1) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 378. وعبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، جـ2، ص 796. وعمر
عبدالجبار، سير وتراجم، ص 62، حاشية. وعمر رضا كحالة،
معجم المؤلفين، جـ 7، ص 293. ومحمد حبيب الهيلة، التاريخ
والمؤرخون بمكة، ص 411.
(2) عبدالله مرداد ابو الخير، مصدر سابق، ص 380. وعبدالرحمن
بن محمد المشهور، شمس الظهيرة، جـ1، ص 314، 320.
(3) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 200. وأحمد بن محمد الحضراوي، نزهة الفكر، جـ4، ص 335.
وعبدالله محمد غازي، نظم الدرر، ص 122.
(4) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 236.
|