وجـوه حجازيـة
من بيت شهير بمكة المكرمة، وينتمي الى أسرة قديمة بمكة
من أهلها الأصليين. كان بعضهم في الشام وأصبحوا من أشرافها،
ولهم بمكة شهرة واسعة ونيابتهم في الحرم كانت نيابة عن
الأمير في شؤون المسجد ومراقبة موظفيه من خدم ومؤذنين
وأئمة. شعر بألم شديد، وهو في الطواف في ملابس الإحرام،
فتوقف عنه، ونقل الى داره، فتوفي بالسكتة القلبية رحمه
الله(١)
هو محمد بن علي بن فضل بن عبدالله بن محمد بن يحي بن
مكرم الطبري الحسيني المكي. إمام المقام الإبراهيمي.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم وجوّده،
كما حفظ مجموعة من المتون على المفتي عبدالقادر الصديقي،
والسيد أسلم بن عبدالرحمن ميرك الحسيني الحنفي السليمان
المكي. وقرأ على المحدث عبدالله بن سالم البصري وأجازه
إجازة عامّة بجميع ما يجوز له روايته، فبرع حتى بلغ النهاية
في المنطوق والمفهوم.
ولم يزل على دوام الإشتغال بالعلم والتدريس والإفادة
حتى توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: الحجة الناهجة الناهضة؛ عقود الجمان في سلطنة العثمان؛
إتحاف فضلاء الزمن بتاريخ ولاية بني الحسن؛ وإمتاع البصر
والقلب والسمع في شرح المعلقات السبع(٢).
عبدالله بن عباس بن جعفر بن عباس بن صديق الحنفي المكي.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، واشتغل
بطلب العلم. قرأ على والده ولازم حضور دروسه في المسجد
الحرام في الفقه والتفسير والحديث، وأخذ عنه وأجازه بمروياته.
كما قرأ على السيد أحمد دحلان، وأخذ عن الشيخ محمد بن
إبراهيم المصري الشهير بأبي خضير، وأخذ عن الشيخ يوسف
الخربوتي.
أُجيز بالتدريس بالمسجد الحرام، وولي منصب الإفتاء
الحنفي سنة ١٣١١هـ على أن تُصدّق
كل فتوى تصدر منه مِن قِبَلِ والده، والشيخ أحمد ابو الخير.
انتدبه الشريف علي الى صنعاء مع هيئة يرأسها من كبار علماء
مكة المكرمة، للتوسط بين الأتراك والإمام يحيى، فتوفي
في صنعاء رحمه الله(٣).
علي بن محمد بن أحمد بن عبدالله، نور الدين الأسفاقسي،
الغزّي الأصل، المكي المالكي. يُعرف بابن الصباغ. وقد
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم ومجموعة
من المتون في الفقه والنحو وغير ذلك، وعرض على الشريف
عبدالرحمن الفاسي، وعبدالوهاب بن العفيف اليافعي، والقاضي
جمال الدين بن ظهيرة، وعلي بن محمد بن أبي بكر الشيبي،
ومحمد بن سليمان بن أبي بكر البكري، وسمع بمكة المكرمة
من أبي بكر بن الحسين المراغي، وأخذ الفقه والنحو عن الشريف
عبدالرحمن الفاسي، وأخذ عن عبدالواحد المرشدي ولازمه كثيرا
وانتفع به. كتب الخط الحسن وعلّق بخطه كثيرا.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: العبر فيمن شفه النظر؛ والفصول المهمة في معرفة
الأئمة وفضلهم ومعرفة أولادهم ونسلهم(٤).
(١) باسلامة، محمد ابو داود. في حياتهم، البلاد،
العدد 7378، في 15/9/1403هـ، ص 10-11. وانظر ابن صديق،
أبو هشام عبد الله بن صديق. الأسر القرشية، ص 232.
(٢) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور
والزهر، ص ٤٥٨؛ وعبدالله بن محمد غازي،
مصدر سابق، ص ١٠٣؛ وخير الدين الزركلي،
الأعلام، جـ٧، ص ١٨٩؛ وعمر رضا
كحالة، معجم المؤلفين، جـ١١، ص ٣٤؛
ومجلة المنهل، جـ٧، ص ٢٩٦، وفيها
وفاته سنة ١١٦٣هـ؛ ومحمد الحبيب
الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة المكرمة، ص ٤٠٢.
(٣) عبدالله ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص ٣٠٤؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم
الدرر، ص ١٩٨؛ وعمر عبدالجبار، سير
وتراجم، ص ١٤٣.
(٤) عمر بن محمد بن فهد، إتحاف الورى، جـ٤،
ص ٣١٣؛ ومعجم الشيوخ، له، ص ١٧٨،
وفيه السفاقسي. وانظر محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء
اللامع، جـ٥، ص ٢٨٣؛ واسماعيل
باشا البغدادي، هدية العارفين، جـ١، ص ٧٣٢؛
وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ٥، ص ١٦١؛
وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ٧، ص ١٧٨؛
ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص ١٣٣.
|