آل سراج
(1) عبدالله بن عبد الرحمن سراج
(بكسر السين) الحنفي المكي، ولد بمكة المكرمة سنة
1200 هجرية ونشأ بها وأخذ عن علمائها في عصره كالشيخ عبد
الملك القلعي، والشيخ عبد الحفيظ عجيمي، والشيخ عمر عبد
رب الرسول، والشيخ عبد الله سرّاج (بفتح السين وتشديد
الراء) وجدّ واجتهد، وصار له الباع الطويل في التفسير
والحديث والفتوى.
تصدّر للإقراء والتدريس بالمسجد الحرام، وأخذ عنه كثيرون،
وتقلّد قضاء جدّة، ثم قضاء مكة المكرمة، وعُيّن أول رئيس
للعلماء في البلد الحرام. وكان مرجعاً يرجع إليه عند مشتبهات
الأحكام والمسائل ويوضح ما أبهم من معضلات الدلائل. كان
معظماً عند الحكام. توفي رحمه الله بمكة المكرمة عام 1264هـ(1).
(2) عبد الرحمن بن عبد الله
بن عبدالرحمن سراج، مفتي مكة المكرمة، وداعيها
ومفسرها وراويها، وشيخ علمائها. ولد بمكة المكرمة عام
1249هـ، وحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في كثير
من الفنون. وأخذ من أكابر علماء عصره، وأكثر أخذه عن الشيخ
جمال عبد الله مفتي مكة المكرمة، وبه تفقه؛ وأخذ عن مفتي
الشافعية الشيخ أحمد دحلان، وعن الشيخ رحمة الله العثماني
الهندي، وأجازوه بسائر مروياتهم؛ وصار أوحد علماء عصره
وفقهائه وأدبائه وشعرائه. تصدر للتدريس بالمسجد الحرام
فدرّس وأفتى وتخرج به جماعة.
ولما توجه الشيخ جمال الى المدينة المنورة لزيارة مسجد
الرسول صلى الله عليه وسلم أنابه في منصب الفتوى، فقام
به أحسن قيام الى أن عاد شيخه الى البلد الحرام، ولما
مات شيخه جمال عيّنه أمير مكة الشريف عبد الله بمنصب الإفتاء
فسلك فيه جادّة الإستقامة، وأثنى عليه الناس، ولم يُعرف
عنه أنه أخذ جعلاً من أحد مدّة توليته الإفتاء، فقد كان
شديد النزاهة كثير التحرّج والورع، وكان يرفض الهدايا
التي تقدم إليه وهو في منصب الفتيا، كما عرف بتصلّبه في
أمور الدين لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان محبّاً للكتب
وخاصة الكتب النفيسة النادرة يطلبها من مظانّها، ويسعى
في طلبها من الأقطار البعيدة وينسخ منها بخطه.
توفي رحمه الله بمصر عام 1314هـ. له: ضوء السراج على
جواب المحتاج، مجموعة في الفقة تشتمل على غرائب المسائل(2).
(3) عبد الله بن عبد الرحمن
سراج، ولد بمكة المكرمة عام 1293هـ وتلقى تعليمه
فيها، فالتحق بالمدرسة الصولتية وتخرّج منها، وقرأ على
والده وعلى علماء مكة المكرمة في عصره، ثم سافر الى مصر
وقرأ في الجامع الأزهر، ثم عاد الى مكة المكرمة وتولى
إفتاءها في زمن الشريف علي، ثم في زمن الشريف حسين عين
قاضي القضاة ورئيس الوكلاء؛ وكان قائماً في وظيفته الى
انتهاء الدولة الهاشمية، ثم توجّه الى الأردن فكان محل
رعاية الأمير عبد الله بن الحسين وثقته، فأسند إليه رئاسة
الوزارة الأردنية عام 1348هـ، وخلال رئاسته للوزارة جرى
العمل على تأسيس المجلس التشريعي، وكان أهم إنجازاته في
رئاسته للوزارة الأردنية إستصدار قانون منع بيع وتأجير
الأراضي للأجانب، فقد كان اليهود يطمحون الى شراء او استئجار
الأراضي في الأردن لاستيطان العائلات اليهودية بها.
استمر في رئاسة الوزراء سنتين وأربعة أشهر ثم أقيلت
وزارته. استدعاه الملك عبد العزيز آل سعود مرحباً به في
العودة الى الحجاز، وأبلغه بأنه سيلقى منه الإكرام والتقدير،
ولكنه رفض العودة وآثر البقاء في الأردن؛ ثم ما لبث أن
مرض وبقي يعاني سبعة عشر عاماً الى أن توفاه الله في الأردن
رحمه الله عام 1368هـ. ولقد كانت حياته مثالاً للعصامية
والكفاح، ملتزماً بأخلاقه ومبادئه، وعاش فقيراً ومات فقيراً،
فلم تكن هذه المناصب العظيمة لتغير من أخلاقه، أو تجلب
له الثراء الحرام(3).
(4) محمد علي بن عبد الرحمن سراج، ولد بالطائف عام
1297هـ، وحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في النحو
والبلاغة والمنطق والفرائض، وعرض على والده فشرح له غوامضها،
وأخذ النحو والصرف والبلاغة عن الشيخ أحمد نجار؛ وأخذ
الفقه والتفسير والحديث عن الشيخ عبد الحفيظ القاري؛ وأخذ
عن الشيخ شعيب الدكالي المغربي ولازمة مدة إقامته في الطائف.
بعدها قدم الى مكة المكرمة وتولى الإمامة والخطابة
بالمسجد الحرام في العهد العثماني. وفي العهد السعودي
تولى القضاء بالطائف، فكان موفقاً في أحكامه، محبوباً
بين جميع الطبقات، ثم نقل قاضياً بالظفير، ثم أصبح عضواً
برئاسة القضاء بمكة المكرمة، فقام بواجبه خير قيام، وخلال
عمله في القضاء اشتهر بالعدل والتوفيق بين الخصوم. توفي
رحمه الله عام 1377هـ(4).
(1) انظر: مرداد أبو الخير، عبد الله، مختصر نشر النور
والزهر، ص 297. وغازي، عبد الله بن محمد، نظم الدرر، ص
132. و الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس، جـ2، ص 752.
(2) مراداد ابو الخير، عبدالله، مصدر سابق، ص243. والمغربي،
محمد علي، أعلام الحجاز، جـ2، ص 339. وعبد الجبار، عمر،
سير وتراجم، ص 274 (حاشية). و البغدادي، اسماعيل، هدية
العارفين، جـ1، ص 558. وكحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين،
جـ5، ص 149.
(3) غازي، عبدالله بن محمد، مصدر سابق، ص47. والمغربي،
محمد علي، مصدر سابق، ص 375-393، وفيه ولادته عام 1296هـ.
(4) عبدالجبار، عمر، مصدر سابق، ص 274. وغازي، عبد الله
بن محمد، مصدر سابق، ص 58. ومرداد أبو الخير، عبد الله،
مصدر سابق، ص 301.
|