صـالح صـديق كـمال
هو صالح بن صديق بن عبد الرحمن كمال الحنفي (1263هـ
- 1332هـ)، المدرس بالمسجد الحرام. ولد بمكة المكرمة ونشأ
بها، وحفظ القرآن الكريم وجوده وصلى به التراويح في المسجد
الحرام، وحفظ بعضاً من المتون وعرضها على والده، ثم شرع
في طلب العلم، فلازم الشيخ عبد القادر خوقير فتفقه عليه،
وأخذ التفسير والحديث وعلوم اللغة العربية عن السيد أحمد
دحلان وأجازه بسائر مروياته، وقرأ على الشيخ رحمة الله
مؤسس المدرس الصولتية، وأخذ النحو والمعاني والبيان والعروض
عن السيد عمر الشامي البقاعي. ولما تفوق في العلوم أجيز
بالتدريس بالمسجد الحرام، فتصدر له وعقد حلقته في حصوة
باب النبي فذاع صيته وتناقلت الألسن غزارة علمه وورعه
وتقواه وحبه لفعل الخير.
وفي سنة 1297هـ تولى القضاء بجدة، فظل عامين ثم اعتذر
عن الإقامة بجدة لشوقه الى المسجد الحرام ومشاهدة الكعبة
المعظمة، فرجع الى مكة المكرمة وأخذ ينشر العلم.
وكان شريف مكة إذ ذاك الشريف عبد المطلب بن غالب يقدره
ويجله ويستشيره فيما يعرض عليه من المشكلات، ولما توفي
الشريف عبدالمطلب غسله الشيخ محمد صالح كمال وكفّنه تنفيذاً
لوصيته، ولما ولي إمارة مكة المكرمة الشريف عون قرّبه
منه وصار يستضيء برأيه وولاه الإفتاء والإمامة والخطابة.
وكان قضاة مكة المكرمة يعينون من استانبول؛ وفي سنة
1305هـ توفي نائب المحكمة فاختير صالح كمال نائباً لمحكمة
مكة المكرمة، وقام بجميع الوظائف التي أسندت اليه في إخلاص
وأمانة.
وممن أخذوا عنه السيد محمد المرزوقي (أبو حسين) وكان
إذ ذاك أمين فتواه، والسيد علي كتبي والشيخ سعد الله الهندي
والشيخ علي بدري، والشيخ أمان الله وابنه الشيخ يحي أمان
وغيرهم من علماء المسجد الحرام.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة.
له: تبصرة الصبيان في الفقه الحنفي. رسالة في مقتل
سيدنا الحسين، ورسالة في إسقاط الصلاة (1).
والـده
صديق بن عبدالرحمن كمال الحنفي، المكي (.. ـ 1384هـ).
كان إماماً محدّثاً، مفسراً، فرضياً. ولد بمكة المكرمة
وقرأ في المعقول والمنقول على علماء عصره. منهم الشيخ
عمر عبد رب الرسول السيد ياسين ميرغني، والشيخ حمزة عاشور
المكي، والشيخ محمد صالح ريس، والشيخ عبد الله سراج، والشيخ
عبد الرحمن جمال الكبير، والشيخ محمد السنوسي، وقد لازمهم
وأخذ عنهم، ومهر في العلوم. وكان كريم الطبع، حسن الأخلاق،
لطيف المذاكرة، توفي رحمه الله بمكة المكرمة(2).
أخـوه
علي بن صديق كمال الحنفي المكي (1253هـ - 1335هـ).
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها وطلب العلم وأخذ عن والده في
الفقه وغيره، ولازم كثيراً من علماء الهند الذين يفدون
الى مكة المكرمة وقرأ عليهم عدة فنون، ولازم السيد أحمد
دحلان وقرأ عليه، وأخذ بالمدينة المنورة عن الشيخ ياسين
الشامي واجازه، كما أجازه مشايخه إجازة عامّة، وأذنوا
له بالتدريس فدرّس بالمسجد الحرام، وتولى القضاء بمحكمة
جدة. وكان مشهوراً بالفتاوى والعفة والتواضع وحبه للفقراء
والإجتماع بهم وإرشادهم وحل النزاع الذي يحدث غالباً بينهم.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(3).
(1) مرداد أبو الخير، عبدالله، مختصر نشر النور والزهر،
ص219. وانظر عبدالجبار، عمر، سير وتراجم، ص 233. وانظر
قزاز، حسن عبد الحي، أهل الحجاز بعبقهم التاريخي، ص 282.
وانظر غازي عبدالله بن محمد، نظر الدرر، ص 182.
(2) مرداد ابو الخير، مصدر سابق، ص 220، وعبد الجبار،
عمر، مصدر سابق، ص 139، حاشية.
(3) مرداد ابو الخير، مصدر سابق، ص 382. وعبد الجبار،
عمر، مصدر سابق، ص 139، وانظر غازي عبد الله، مصدر سابق،
201.
|