وجـوه حجازيـة
نشأ في كنف والده واعتنى بتربيته فحفظ القرآن الكريم
بالروايات على يد والده وأجازه فيه، وتلقى العلم عنه أيضاً،
ثم أخذه عن علماء مكة المكرمة في عصره بالمسجد الحرام،
منهم الشيخ علي مالكي، والشيخ عمر باجنيد، وروى الحديث
بالسند المتصل، فأصبح فقيهاً واسع الإطلاع، صحيح العقيدة،
قوي الإيمان. عكف على دراسة العلوم الحديثة فانكب على
مطالعة كتب الأدب والعلوم الرياضية، والقانون والفلك والفلسفة
والنظريات الحقوقية، وعنى بما يمس الأخلاق، وعلم النفس
والتاريخ، فنبغ في هذه العلوم نبوغاً غبطه عليه زملاؤه
في الدراسة، وقدروا له نشاطه ونصاعة بيانه ورقّة شعره،
وإن كان مقلا فيه.
عين بمدرسة الفلاح فأشرق نرجس تفقهه وقوة إيمانه، وتألق
ورده في العلوم الرياضية والثقافية الحديثة، فقطف الطلاب
من ثماره علماً وأدباً وثقافة غزيرة. وبعد احتلال الحجاز،
لمعت كفاءته الإدارية، فتقلب في العديد من الوظائف، منها
وكيل رئيس القضاة، ومدير عام المعارف ورئيس مجلسها، ومعاون
رئيس المحكمة الكبرى بمكة ورئيس محكمة الطائف. وتولى رحمه
الله رئاسة لجنة الترقية والتأديب لكبار الموظفين ورئاسة
عدة لجان أخرى. وكان في كل عمل يسند إليه يدلل على عظيم
همته وقوة إرادته وتحريه في أحكامه، فنال شهرة واسعة في
القضاء وتوفيقه لحل كل خلاف بالصلح إلا ما لا بد فيه من
حكم أو حد أو قصاص، فلا تأخذه في تنفيذه لومة لائم، ولا
تحول دونه واسطة ولا جاه. وهو الى ذلك كان حريصاً على
حقوق الناس رحيماً بالضعفاء عفيف اليد واللسان(1).
ولد بمكة ونشأ بها، وتلقى تعليمه فيها بالمدرسة الرشيدية،
كما في المسجد الحرام على يد والده، وعلى غيره من علماء
المسجد الحرام. ثم سافر الى القاهرة مع أول بعثة سعودية
سنة 1348هـ، وتخصص في دراسة الأدب العربي، واستهوته الصحافة
فدرسها وعمل بها، وفي القاهرة أصدر جريدة الحرم بعد أن
تدرب على العمل الصحفي في جريدة كوكب الشرق بالقاهرة،
وفي تحرير بعض الصحف المصرية، ثم عاد الى مكة المكرمة
فتولى تحرير جريدة صوت الحجاز لمدة عام واحد، وتولى رئاسة
تحرير أم القرى بمكة المكرمة ومكث فيها خمسة عشر عاماً،
انتقل بعدها الى رئاسة التشريفات الملكية، وفي سنة 1357هـ
عيّن رئيساً لتحرير جريدة البلاد السعودية وأطلق عليه
لقب (عميد الصحافة) لجهوده المتواصلة في خدمة الصحافة
السعودية.
وفؤاد شاكر شاعر وخطيب، وله مؤلفات كثيرة في موضوعات
مختلفة، مثل الرحلات والموضوعات الإسلامية، وكتب عشرات
المقالات. توفي رحمه الله بجدة. له: صور الحياة، الصحفي
أو كيف تكون صحفياً (بالإشتراك مع جميل داوود)، أدب القرآن،
حي على الصلاة (شعر)، أحاديث الربيع، دار الأيتام، رحلة
الربيع، دليل المملكة العربية السعودية، حدائق وأزهار،
رحلات في ميادين العمل والجهاد، الملك سعود من أحاديثه
وخطبه، من أمجاد الثقافة العر بية، وحي الفؤاد (شعر)،
سيرة الملك عبد العزيز، الفؤاديات (شعر)(2).
ولد بمكة ونشأ بها، والتحق بالمدرسة الصولتية وتخرج
منها، ثم التحق بسلك التدريس، وعمل محاسباً لجمعية الإسعاف
الخيرية بمكة المكرمة، ثم قائماً بأعمال الدفاع عن فلسطين
وعضواً بهيئة التمييز الى جانب الطوافة. بعدها انتقل الى
القاهرة وافتتح دكاناً للعطارة، ثم عيّن مرافقباً بدار
البعثات السعودية بالقاهرة. عشق الأدب من صغره ونمّى هذه
الملكة بالقراءة والإطلاع فتفرغ للأدب، وأصبح أديباً وقاصّاً
وشاعراً مجيداً من الأدباء المخلصين لفكرة إصلاح الأدب.
والى ذلك فهو ناقد كبير تميز بأحكامه النقدية الواعية،
وكان من المتضلعين بالثقافة العربية القديمة والحديثة
الى جانب إجادته للغة الإنجليزية.
توفي رحمه الله بالقاهرة. وله: رجالات الحجاز، طيور
لا بلابل (ديوان شعر)، عمر بن أبي ربيعة، صبابة الكأس
(رباعيات)، المرصاد (ثلاثة أجزاء)، ألحاني (ديوان شعر)،
صدى الألحان (ديوان شعر)، مع الشيطان (قصة)، أين نحن اليوم؟،
لا رقّ في الإسلام، طير الأبابيل، الأخا الخالد، الأوراق
الخضر، كيف نحتفظ بعروبتنا، مذكرات شاعر، من أخبار المنهل(3).
(1) بغدادي، عبدالله عبد المجيد. الإنطلاقة التعليمية
في المملكة، جـ1، ص 529؛ عبدالجبار، عمر. سير وتراجم،
ص 278؛ الزيد، عبدالله بن محمد. من روادنا التربويين،
ص 373.
(2) الساسي، عمر الطيب. الموجز في تاريخ الأدب العربي
السعودي، ص 147؛ معجم الأدباء والكتاب، جـ1، ص 173؛ ابن
سلم، أحمد سعيد. موسوعة الأدباء والكتاب، جـ2، ص 196؛
كيفي، إبراهيم. هذه بلادنا ـ مكة المكرمة، ص 267، وفيه
ولادته سنة 1328هـ؛ كحالة، عمر رضا. مستدرك معجم المؤلفين،
ص 546؛ الساسي، عبدالسلام، شعراء الحجاز، ص 94؛ البلاد
السعودية، العدد 7510، في 6/3/1404هـ.
(3) الساسي، عمر الطيب، الموجز في تاريخ الأدب العربي
السعودي، ص 170؛ ابن سلم، أحمد سعيد، موسوعة الأدباء والكتاب
السعوديين خلال ستين عاماً، جـ3، ص60؛ معجم الأدباء والكتاب،
جـ1، ص 280؛ الساسي، عبدالسلام، الموسوعة الأدبية جـ1،
ص66؛ الزركلي، خير الدين. الأعلام، جـ1، ص77، الطبعة الرابعة؛
الحكيم، تميم، هوية الكاتب المكي، ص 15.
|