وجـوه حجازيـة
ولد بمحرس بتونس، وعندما بلغ الحادية عشر من عمره رحل
مع والده الى المدينة المنورة، وفيها حفظ القرآن الكريم
على يد الشيخ إبراهيم الطرود، ثم أقبل على طلب العلم بالمسجد
النبوي الشريف، فحفظ المتون ودراستها على علماء المدينة،
منهم: الشيخ فالح بن محمد الظاهري، والسيد أحمد بن إسماعيل
البرزنجي، والسيد محمد جعفر الكتاني، والشيخ عبدالباقي
الأنصاري، والسيد علي بن ظاهر الوتري المدني. ولازم السيد
محمد بن عبد الكبير الكتاني واستفاد منه، كما أخذ الحديث
عن السيدة آمنة ابنة عبد الغني المجددي.
ثم سافر لطلب العلم الى مصر، وأخذ عن عبدالرحمن عليش،
والشيخ محمد إبراهيم السقا، والشيخ عبدالمعطى السقا، والشيخ
محمود خطاب السبكي، وغيرهم كثير. بعدها سافر الى تونس،
وأخذ عن شيخ الإسلام أبي حاجب، والشيخ الطيب النفير، والشيخ
الطاهر عاشور، والشيخ بيرم الطيب وغيرهم. كما أخذ عن علماء
فاس، منهم السيد أحمد بن المأمون البلغيشي المتوفى سنة
1348هـ، والسيد عبدالرحمن بن زينان، والسيد عبدالكبير
الكتاني، والسيد عبدالحي الكتاني، وغيرهم.
ثم سافر الى دمشق وتلقى العلم عن علمائها، ثم عاد الى
مكة المكرمة، فأخذ العلم عن علماء المسجد الحرام، منهم
السيد حسين الحبشي، والشيخ سليمان حسب الله، والشيخ محمد
علي المالكي، والسيد عباس المالكي. ثم سافر الى حضرموت،
فدرس في مساجدها وأخذ العلم عن علمائها، ثم عاد الى مكة
وتصدر للتدريس بالمسجد الحرام، وفي المدرسة الصولتية ومدرسة
الفلاح بمكة. وكانت حلقة درسه بالمسجد الحرام في حصوة
باب العمرة، واشتهر بالتدريس شتاءً بمكة، وصيفاً بالمدينة
المنورة، وتوفى بها رحمة الله(1).
أحد رجالات الدولة، عمل في حامية المدينة المنورة منذ
سنة 1335هـ، وانتقل الى مكة المكرمة سنة 1337هـ للعمل
مع الشريف حسين بن علي، ثم غادر الحجاز الى السودان سنة
1343هـ للقيام بأعمال تجارية، وقيل هرباً بعد سيطرة الوهابيين
على الحجاز، ثم عاد الى منطقة القنفذة في سنة 1346هـ.
عمل مع الأمير فيصل ـ الملك فيما بعد ـ وقد كان حينها
نائباً للملك عبدالعزيز على الحجاز. كما تولى مهاماً عسكرية
في الحملة التي قامت بمنطقة جيزان وميدي في اليمن؛ وشارك
في إنهاء النزاع مع إمام اليمن آنذاك. تولى إمارة جازان
في سنة 1355هـ، واستمر حتى عودته الى جدة للعمل في إدارة
قائم مقام جدة. وفي سنة 1374هـ، عيّن أميناً للعاصمة المقدسة
بمكة المكرمة، وشارك في تطويرها، وكذلك الإشراف على عملية
التوسعة الأولى للحرم المكّي الشريف. أُحيل الى التقاعد
سنة 1379هـ(2).
مفتي الشافعية بمكة، وشيخ العلماء ببلد الله الحرام
في عصره. ولد بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم. ثم طلب
العلم واشتغل به فحفظ من المتون في سائر الفنون. كما أخذ
عن كثير من علماء المسجد الحرام، كمفتي الشافعية بمكة
الشيخ محمد سعيد قدس، وشيخ العلماء الشيخ عبدالله سراج
الحنفي، والشيخ علي سرور، والسيد أحمد المرزوقي مفتي المالكية
بمكة، والشيخ يوسف الصاوي المصري المالكي، والشيخ بشرى
الجبرتي. ولازم الشيخ عثمان الدمياطي ملازمة تامة، وأخذ
عنه كثيراً من العلوم وبه تخرّج، وتولّى الإفتاء والتدريس
بمكة، وتوفي بالمدينة.
له: الفتوحات الإسلامية؛ الجداول المرضية في تاريخ
الدولة الإسلامية؛ خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام؛
أسنى المطالب في نجاة أبي طالب؛ تنبيه الغافلين ـ مختصر
منهاج العابدين؛ حاشية على متن السمرقندية في الآداب؛
رسالة الإستعارات؛ رسالة إعراب جاء زيد؛ رسالة البينات؛
رسالة في بيان العلم؛ شرح الأجرومية؛ فتح الجواد المنان
ـ شرح فيض الرحمن (في العقيدة)؛ الفتح المبين في فضائل
الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين؛ الفوائد الزينية
في شرح الألفية للسيوطي؛ منهل العطشان على فتح الرحمن
في علم القراءات؛ النصر في أحكام صلاة العصر؛ طبقات العلماء(3).
(1) غازي، عبدالله بن محمد. نثر الدرر في تذييل نظم
الدرر، ص 46؛ وعبدالجبار، عمر. سير وتراجم، ص 204؛ وأبو
سليمان، محمود سعيد، تشنيف الأسماع، ص 246؛ وأخيراً، الفاداني،
ياسين. فيض المبدي، بإجازة الشيخ معوض منقش الزبيدي، ص
76.
(2) اسد الله، أحمد علي. مجلة المنهل، العدد 41، السنة
46، جمادى الثانية ـ رجب 1400هـ، ص 504-505.
(3) البغدادي، إسماعيل باشا، هدية العارفين، جـ1، ص
191. غازي، عبدالله محمد، نظم الدرر، ص 159. الكتاني،
عبدالحي، فهرس الفهارس، جـ1، ص 390. البيطار، عبدالرزاق،
حلية البشر، جـ1، ص 125. خير الدين الزركلي، الأعلام،
جـ1، ص 125. كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، جـ1، ص 229.
|