وجـوه حجازيـة
هو صالح بن سعيد بن محمد بن أحمد يماني. ولد بمكة المكرمة
ونشأ بها في كنف والده فرباه مع أخيه الشيخ حسن، ثم ألحقهما
بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة، فأخذ العلم عن علمائها
الأفاضل، وأخذ عن والده، ولازم الشيخ عبدالرحمن دهان،
وكان يعترف في مجالسه وأحاديثه بفضل الله، ثم بفضل الشيخ
عبدالرحمن دهان في توجيهه وإرشاده. تخرج من المدرسة الصولتية
وواظب على طلب العلم في حلقات والده وحلقة الشيخ عبدالرحمن
دهان وغيرهما الى أن أجيز بالتدريس بالمسجد الحرام بعد
اختياره من قبل هيئة من العلماء، فعقد حلقة درسه بحصوة
باب العمرة وهو في عنفوان شبابه ونشاطه.
كانت طريقة تدريسه تجمع بين متانة القديم وسهولة الجديد،
إذ كان يلقي الدرس ويناقش طلابه فيما شرحه، ويفسح لهم
المجال لسؤاله فيما أشكل عليهم، فيجيبهم بصدر رحب وابتسامة
لازمته الى شيخوخته. ولما أعلنت الثورة العربية، قام برحلة
الى أندونيسيا، فطاف مدنها وقراها، ولقي من طلاب والده
في تلك الجهات ما يليق بفضله من حفاوة وتكريم، والتفّ
حوله طلاب العلم، وتلقوا عنه علوم اللغة العربية والفقه
الشافعي.
ورث عن والده فضيلة الصبر على المكاره والشدائد، إذ
نشبت الحرب العالمية الثانية وهو بأندونيسيا، فلاقى كغيره
من مسلمي تلك الجهات من نكبات ومصائب، قابلها بما اعتاده
من الصبر والجلد والإستسلام لقضاء الله وقدره الى أن استتبت
الأمور، فعاد الى وطنه سنة 1370هـ، ثم عيّن عضواً بمجلس
الشورى بمكة، فباشر عمله في إخلاص ودماثة خلق.
ولد بمكة المكرمة ونشأ بها في كنف والده وأخذ عنه.
التحق بالمدرسة الصولتية، وقرأ فيها القرآن الكريم، واللغة
العربية، واللغة الفارسية وقواعدها على الشيخ محمد سعيد
رحمة الله مدير المدرسة، ودرس اللغة الإنجليزية على السيد
المرتضى الحسيني المدرّس بالصولتية. أمضى عبدالرحمن مظهر
في الصولتية عشر سنوات دارساً، والى جانب ذلك لازم علماء
المسجد الحرام في حلقات دروسهم، كما لازم والده في الحديث
وأجازه للتدريس.
وممن درس عليهم: الشيخ عبدالستار الدهلوي والشيخ عبدالله
بن محمد غازي، والشيخ أحمد البساطي، والشيخ عبدالحي الكتاني.
وأخذ عن مشايخ كثيرين منهم: الشيخ مشتاق أحمد الكانفوري،
والمقرئ محمد بيك الدهلوي، والشيخ عبيدالله السندي، والسيد
عباس المالكي وغيرهم.
تصدر للتدريس بالمسجد الحرام، وتخرج عليه في علم الحديث
عدد كبير من طلبة العلم المجاورين، وتقلّب في عدّة مناصب
حكومية.
وهو الإمام بمقام المالكي، والمدرّس بالمسجد الحرام،
العلامة الأديب الشاعر. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها وحفظ
القرآن الكريم، ودرس كثيراً من متون الفقه المالكي وغيرها،
وتفقه على الشيخ حسن مفتي المالكية، وقرأ عليه في الحديث
ومصطلحه، وغير ذلك. كما لازم السيد أحمد دحلان، وقرأ عليه
علوماً كثيرة تفوق فيها، وأذن له بالتدريس فتصدر له بالمسجد
الحرام، فدرّس وانتفع به كثير من طلاب العلم. أيضاً قرأ
على الشيخ مهدي بن سودة الفاسي، ورحل الى مصر وقرأ بالجامع
الأزهر على الشيخ أحمد منة الله المالكي والشيخ منصور
الكيسان المالكي، والشيخ أحمد كيري المصري وغيرهم.
كان ذا ثروة عظيمة، طلق اللسان، أديباً، وكان يشار
إليه بمكة المكرمة بشيخ التجار، حيث يقوم بتسوية أمورهم
وصلاح شؤونهم. توفي رحمه الله بمكة المكرمة. له: حاشية
على متن في الإستعارات، وله نظم رائق.
|