وجـوه حجازيـة
هو إبراهيم بن حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بيري،
مفتي مكة المكرمة، وأحد أكابر فقهاء الحنفية وعلمائها
المشهورين في عصره. تبحر في العلوم، وتحرّى في نقل الأحكام،
وحرر المسائل، وانفرد في الحرمين بعلم الفتوى. أخذ عن
عمه محمد بن بيري، وعن الشيخ عبدالرحمن المرشدي وغيرهما،
وقرأ في العربية على ابن جمال، وأخذ الحديث عن ابن علان،
وأجازه كثير من المشايخ.
كتب له بالإجازة كثير من شيوخ الحنفية بمصر، واجتهد
حتى صار فريد عصره في الفقه، وانتهت إليه الرياسة وأجاز
كثيراً من العلماء، منهم: الشيخ حسن علي العجيمي، وتاج
الدين الدهان، وسليمان حينو، وكثيراً من العلماء الوافدين
الى مكة.
تولى إفتاء مكة سنين. ثم عزل عنها لما تولى الشريف
بركات إمارة مكة، لما كانت بينه وبين محمد بن سليمان الرداني
المغربي من عدم الألفة. وكانت ولادته في المدينة المنورة
ووفاته بمكة المكرمة. وذكر عمر عبدالجبار في مقال خاص
نشر في مجلة المنهل أنه من علماء القرن الثالث عشر الهجري
بالمسجد الحرام.
له مؤلفات ورسائل كثيرة تنيف على سبعين مؤلفاً، منها:
حاشية على الأشباه والنظائر (عمدة ذوي البصائر)؛ شرح الموطأ
رواية محمد بن الحسن الشيباني في مجلدين؛ شرح تصحيح القدوري
للشيخ قاسم؛ شرح المنسك الصغير للملا رحمة الله؛ شرح منظومة
ابن السحنة في العقائد؛ رسالة في جواز العمرة في أشهر
الحج؛ السيف المسلول في دفع الصدقة لآل الرسول؛ رسالة
في المسك والزباد؛ رسالة في جمرة العقبة؛ رسالة في بيض
الصيد إذا دخل الحرم؛ رسالة في الإشارة في التشهد؛ رسالة
في عدم جواز التلفيق؛ عدة السالك في أحكام المناسك؛ إعلام
الأعلام بمهمات مسائل الأحكام؛ شرح إعلام الأعلام؛ الفوائد
المكيّة على العقائد القدسية؛ السهم الصائب على من حكم
من نواب الوقت على الغائب؛ رسالة في عدم جواز صلاة الرجال
خلف صف النساء؛ رسالة في حكم الإقتداء بالمخالف، وغير
ذلك(1).
أبو بكر بن محمد بن محمد، أبو عبدالله بن أبي الخير
المكي، ويعرف بابن أبي الخير. ولد بمكة ونشأ بها. وكان
يباشر مع أبيه رئاسة المؤذنين بصوت طري. قال السخاوي:
وهما ممن كان يتردد إليّ وفارقتهما سنة 894هـ في قيد الحياة.
قال الشيخ جار الله: أقول، وعاش بعد مؤلف الضوء وعظم أمره،
وكان في أول أمره شافعي المذهب، وقال لي: إنه حفظ المنهج
للنووي، وكذا قرأ بعضه مع شرحه، واللمحة، والعجالة لابن
الملقن على الشيخ أيوب الأزهري بمكة، وكذا اللمحة للحريري،
وحضر دروس قاضيها الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة
في الفقه والحديث، وأخذ الميقات عن حسن الكرابيسي، والنور
الطرابلسي، والشهاب الغوري، وأبي الفتح ناظر جدة وغيرهم.
سافر الى القاهرة سنة 899هـ، فقرأ بها على القاضي زكريا،
وعلى البرهان بن أبي شريف، وعثمان الريمي وغيرهم. ثم عاد
الى مكة، وأقام بها ملازماً لوظيفة الرئاسة مع أبيه. ثم
رحل مرة أخرى الى القاهرة سنة 905هـ، وأقام بها الى سنة
908هـ، وفي نفس العام دخل الشام وحلب وغيرهما، وأخذ عن
الشيخ حسن السيوفي، ثم رجع الى القاهرة ومكث بها الى سنة
910هـ، ثم عاد الى مكة.
توفي رحمه الله بمكة، وفي تاريخ وفاته خلاف(2).
هو عبدالرحيم بن أبي بكر بن حسان المكي الحنفي. كان
محدثاً فقيهاً نحوياً. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها وحفظ
القرآن الكريم، وأخذ عن علماء الحرمين الشريفين، منهم:
عبدالله الفاكهي، وأحمد بن حجر الهيتمي، وتقي الدين بن
فهد وغيرهم. وأخذ عنه الإمام عبدالقادر الطبري، وأبو الوجاهة
عبدالرحمن المرشدي وغيرهما. وكان لا يحضر المحافل ولا
يفتي وعنده انجماع الناس، وعدم معرفة بأمور الدنيا، بعيداً
عن طلب الرياسة والدخول في المناصب، مقبلاً على الإشتغال
بالعلم ونفع الناس. توفي بمكة رحمه الله(3).
(1) إسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين، جـ1، ص
34. وانظر عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر النور والزهر،
ص 39. وأيضاً محمد أمين المحبي، خلاصة الأثر، جـ1، ص 19.
وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 20؛ ومحمد الحبيب
الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 362. وعمر عبدالجبار،
من علماء القرن الثالث عشر الهجري بالمسجد الحرام، فضيلة
الشيخ ابراهيم بن حسين بن محمد بن أحمد بن علي بيري (1220ـ
1299هـ)، المنهل، جـ5، المجلد 21، جمادى الأولى سنة 1380هـ،
ص 14.
(2) محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ11،
ص 93، وكذلك الجزء السادس، ص 309. وانظر محمد بن عبدالله
ابن حميد، السحب الوابلة في طبقات الحنابلة، جـ1، ص 323
– 324، وفيه أنه توفي في مغرب ليلة الإثنين 12 ربيع الأول
سنة 1030هـ. وانظر ايضاً عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر
النور والزهر، ص 60-61، وفيه وفاته سنة 1030هـ. وأيضاً،
عبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 22. وعمر بن محمد
ابن فهد، إتحاف الورى، جـ4، ص 535.
(3) محمد أمين المحبي، خلاصة الأثر، جـ2، ص 406.
|