وجـوه حجازيـة
هو شعيب بن عبدالرحمن الدكالي. ولد في المغرب ونشأ
بها وقرأ بها على علماء عصره، ورحل الى الأزهر والتحق
به وأخذ عن علمائه؛ ثم قدم الى مكة المكرمة مجاوراً، فتصدّى
للتدريس بالمسجد الحرام، وعقد حلقة درسه صباحاً في حصوة
باب الصفا ومساءً في رواق باب السليمانية، وكانت دروسه
في التفسير والحديث، فذاع صيته، وبلغ الشريف عون غزارة
علمه وصراحته، فقرّبه وأكرمه، فطابت له الإقامة بمكة،
واستمرّ في التدريس.
أخذ عنه الشيخ حسن سعيد يماني، والشيخ عبدالستار الدهلوي
وغيرهما. يروي الشيخ حسن يماني عنه قوله: نقد في درسه
جماعة دون أن يصرح بأسمائهم، فكتبوا إليه: (يا شعيب لا
نفقه كثيراً مما تقول إنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك
لرجمناك وما أنت علينا بعزيز). فلما تسلّم الرسالة وهو
يلقي درسه في صوت جهوري، وحماس ديني بالغ، كتب تحت رسالتهم
(الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين). واستمر في شرح
درسه وإرشاده.
رحل الى بلاده بعد وفاة الشريف عون عام 1329هـ، فولاه
سلطان المغرب يوسف، القضاء بمراكش. وفي عام 1330هـ عيّن
وزيراً للعدل، وقدم مكة حاجاً مرتين، ثم عاد بأسرته الى
مراكش وأقام فيها الى ان توفي رحمه الله(1).
هو زكي بن أحمد بن اسماعيل بن زين العابدين بن علي
البرزنجي. ولد بالمدينة المنورة، وقرأ على والده في النحو
والصرف والبلاغة والفقه والحديث والتفسير. واعتنى بالرواية
والأخذ عن مسندي المدينة المنورة كالشيخ عبدالغني الدهلوي،
والبوصيري، ويوسف النبهاني، ومحمد أمين البيطار. كان كثير
التردد الى مكة المكرمة، واستفاد من السيد حسين بن محمد
الحبشي واعتمد عليه في الرواية، واستقر بمكة المكرمة فيما
بعد. عُيّن قاضياً بمكة، وكانت سيرته حسنة وأحكامه مستقيمة؛
وكان يدرّس الحديث في منزله في أول زقاق البخارية بالمسيال.
وروى عنه جماعة منهم الشيخ حسن بن محمد مشاط، والسيد أمين
كتبي، والسيد علوي مالكي، والشيخ زبير أحمد الفلفلاني،
والقاضي جعفر كثير، والقاضي السيد أبو بكر الحبشي، والسيد
محسن المساوي، والشيخ ياسين الفاداني، والشيخ زكريا بيلا،
والشيخ إبراهيم الختني وغيره(2).
حسين بن عبدالغفار بن عبدالرحمن البغدادي. ولد بمكة
المكرمة. وهو من أسرة مشهورة في مجال الطب، وكان والده
من الأطباء المشهود لهم في مكة المكرمة. كان مثقفاً ثقافة
عالية، وكان يحفظ من الشعر والقصص الكثير، كما كان يستمتع
من يصغي إليه وهو يلقي الشعر ويسرد الحكايات والقصص والمواقف
الأدبية الطريفة؛ الى جانب أنه واجه مواقف عديدة في الحياة
أكسبته تجارب وخبرات لم تمر على أمثاله في تلك الأزمان.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة(3).
(1) عبدالستار الدهلوي، فيض المالك المتعالي، ص 32،
مخطوط. وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 123.
(2) محمود سعيد أبو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 227.
ومحمد ياسين الفاداني، قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام
الحرمين، جـ1، ص 175.
(3) زهير محمد جميل كتبي، رجال من مكة المكرمة، جـ2،
ص 158. وانظر جريدة الندوة، العدد 10520، في 29/1/1414هـ،
ص5.
|