وجـوه حجازيـة
حسن بن محمد السعيد البكري السناري. حافظ مقرئ. كان
أستاذاً لتعليم القرآن الكريم حفظاً مجوداً بمدرسة الفلاح
بمكة المكرمة من بعد تأسيسها الى 1335هـ. وقد تخرج على
يديه كثير من حفظة القرآن الكريم، وكانت له هيبة وشدّة
اشتهر بها، مع إخلاص وتقوى وصلاح. رجع الى السودان ـ أم
درمان ـ وكان فيها بالمعهد العلمي، وقد تخرج على يديه
أيضاً عدد كبير من حفاظ كتاب الله الكريم. وقد قرأ عليه
جملة من طلاب مدرسة الفلاح بمكة المكرمة وأتم على يديه
حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب السيد أبو بكر بن أحمد بن
حسن الحبشي العلوي، وأجازه. توفي رحمه الله بأم درمان(1).
عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن سراج. مفتي مكة
المكرمة، وداعيها ومفسرها وراويها، وشيخ علمائها. ولد
بمكة المكرمة، وحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في
كثير من الفنون. وأخذ من أكابر علماء عصره، وأكثر أخذه
عن الشيخ جمال عبدالله مفتي مكة المكرمة، وبه تفقه. وأخذ
عن مفتي الشافعية الشيخ أحمد دحلان، وعن الشيخ رحمة الله
العثماني الهندي، وأجازاه بسائر مروياتهما؛ وصار أوحد
علماء عصره وفقهائه وأدبائه وشعرائه.
تصدر للتدريس بالمسجد الحرام فدرّس وأفتى وتخرج به
جماعة. ولما توجه شيخه الشيخ جمال الى المدينة المنورة
لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أنابه في منصب
الفتوى، فقام به أحسن قيام، الى أن عاد شيخه الى البلد
الحرام. ولما مات شيخه جمال، عيّنه أمير مكة الشريف عبدالله
بمنصب الإفتاء، فسلك فيه جادّة الإستقامة وأثنى عليه الناس،
ولم يُعرف عنه أنه أخذ جُعلاً من أحد مدّة توليته الإفتاء،
فقد كان شديد النزاهة كثير التحرج والورع، وكان يرفض الهدايا
التي تقدم إليه وهو في منصب الفتيا، كما عرف بتصلبه في
أمور الدين، لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان محباً للكتب
وخاصة الكتب النفيسة النادرة، يطلبها من مظانّها، ويسعى
في طلبها من الأقطار البعيدة وينسخ منها بخطه.
توفي رحمه الله بمصر. وله: ضوء السراج على جواب المحتاج،
مجموعة في الفقه تشتمل على غرائب المسائل(2).
محمد بن علي بن السنوسي المكي، أبو عبدالله الخطابي.
ولد بمستغانم، وتعلم بفاس، وأخذ عن أعلامها، ثم رحل الى
تونس وطرابلس وبرقة ومصر ومكة المكرمة، فروى في مصر ومكة
المكرمة عن المحدث الأثري السيد أحمد بن إدريس، وأخذ عن
علماء مكة المكرمة وغيرهم من الواردين اليها. فمنهم الشيخ
عمر بن عبدالرسول، والشيخ محمد صالح الريس، والشيخ القاضي
بمكة عبدالحفيظ العجيمي، وأجازوه. كما أجازه بمصر الأمير
الصغير، والنور القويسني، وشمس الدين الفضالي، وحسن العطار،
وبدر الدين الميلي، وغيرهم. ومن الجزائر أجازه الشيخ عبدالقادر
بن عمور المستغانمي، ومن أعلى شيوخه الجزائريين إسناداً
وأعظمهم شهرة، أبو طالب المازوني، ومحمد بن التهامي وغيرهما.
تصدّر للتدريس بالمسجد الحرام فدرّس وأخذ عنه خلق كثير
في مكة المكرمة وغيرها. أخذ عنه الشيخ صديق جمال المكّي،
ومفتي الحنفية بمكة الشيخ الجمال الحنفي المكي، والشيخ
محمد بن عبدالله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة، ومفتي الحنفية
بالمدينة الشيخ مصطفى إلياس المدني، والشيخ حسين بن إبراهيم
المكي، والشيخ محمد بن صالح الزواوي، وصالح العود وغيرهم،
وقد أثنى عليه مفتي الحنابلة بمكة الشيخ محمد بن عبدالله
ابن حميد في إجازة، فقال: أعظمهم قدراً – يعني مشايخه
ـ وأشهرهم ذكراً وأشدهم اتباعاً للسنة النبوية، وأمدّهم
باعاً في حفظ الأحاديث المروية، وأكثرهم لها سرداً.
توفي رحمه الله بجغبوب في سنة 1273هـ.
له: إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن. الدرر
السنية في أخبار السلالة الإدريسية. البدور السافرة في
عوالي الأسانيد الفاخرة. المنهل الرائق في الأصول والطرائق.
الكواكب الدريّة في أوائل الكتب الأثرية. إزاحة الأكنّة
في العمل بالكتاب والسنّة. السلسبيل المعين في طريق الأربعين.
نزهة الجنان في اوصاف مفسر القرآن. هداية الوسيلة في أتباع
صاحب الوسيلة. بغية السول في الاجتهاد والعمل بأحاديث
الرسول. التحفة الشريفة في أوائل مشاهير الأمهات الحديثة(3).
(1) أبو بكر بن أحمد الحبشي، الدليل المشير، جـ 1،
ص 111.
(2) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر،
ص 243. ومحمد علي المغربي، أعلام الحجاز، جـ3، ص 339.
وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 274، حاشية. وإسماعيل البغدادي،
هدية العارفين، جـ1، ص 558. عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين،
جـ5، ص 149.
(3) عبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، ج2، ص 1040. عبدالله
مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص 443، وفيه
وفاته بمكة المكرمة. وخير الدين الزركلي، الأعلام، ج7،
ص 192. وإسماعيل البغدادي، هدية العارفين، ج2، ص400. وعبدالله
البسام، علماء نجد خلال ستة قرون، ج3، ص782. وعمر رضا
كحالة، معجم المؤلفين، ج11، ص 14. ومحمد الحبيب الهيلة،
التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 418.
|