قُمْ يا محمّدُ وارتحلْ عن أرضهمْ
وانشدْ لقبرِكَ قبّةً خضراءا
فالحقُّ هانَ وزُلْزِلَتْ أركانُهُ
وتعاورَتْهُ النازلاتُ فناءا
والأرضُ من حولِ المقامِ تشَقّقَتْ
عَطَشاً وتُسْتسْقى العداةُ دماءا
همْ يشربونَ الرّاحَ كأساً مُترَعاً
ونَخيلُ يثربَ لا يُلاقي الماءا
والمسجدُ الأقصى يحوقلُ يائساً
إنْ يا محمّدُ جدّدِ الإسراءا
فضريحُ جدّكَ في الخليلِ تفجّرتْ
لَبِناتُهُ وتطايَرَتْ أشلاءا
ويصيحُ إسماعيلُ أينَ مُحمّدٌ
أبناؤنا، أنسيتُمُ الآباءا؟!
ما كانَ إسحقٌ أخاً لو أنّهمْ
مِنْ صُلبِهِ وغدوا لهُ أبناءا
من قبلُ "خيبرُ" اذكروها جيّداً
كانوا ومازالوا لكُمْ أعداءا
يا سيدي فابرأْ بدينِكَ منهمُ
فالدينُ ليسَ عمامةً بيضاءا
تُطوى وتُقصرُ كيفَ شاءَ رئيْسُها
ويَدوسُها سُلطانُها استعلاءا
أصحابُها ضلّوا السبيلَ وضلّلوا
وتساقَطَتْ هاماتُنا إفناءا
يا سيدي إنّ المصائبَ جمّةٌ
وجليلُ رُزْئِكَ طاولَ الأوراءا
يا سيّديْ نرثيْكَ أمْ ترثي لنا
أنا لستُ أدري مَنْ أحقُّ رثاءا
|