ولمَّا رأيْتُ الرَّقْمَ فَوقَ جِدَارِها
وأيقنْتُ أنَّ الهَدْمَ
أصْبَحَ سَارِيَا
بَعَثْتُ إِليْكُم بِالبَريدِ رِسَالَتِي
وأرْفَقْتُهَا شَرحَاً عَنِ
الدَّارِ وافِيَا
وأخْليْتُهَا والعَينُ تَذْرِفُ دَمْعَهَا
والابْنُ يَصْرُخُ، والبَنَاتُ
بَواكِيَا
والزَّوْجُ مِن هَولِ المُصِيبَةِ صَوتُهَا
يَعْلُو وَمَا كَانَتْ لَهَا
الصَّوْتُ عَالِيَا
فِإنْ جَاءتِ الآلاتُ تَهْدِمُ مَنْزِلي
وأصْبَحَ بُنْيَانِي عَلى
الأرْضِ هَاوِيَا
فَلا تَرْفَعُوا ذَاكَ الرُّكَامَ بِقَسْوَةٍ
سَتَلْقَونَ قَلْبِي تَحْتَهُ
كَانَ بَاقِيَا
وأُعْطِيتُ مَالاً يُرهِقُ النَّفْسَ عَدُّهُ
وأصْبَحْتُ بَعْدَ الفَقْرِ
لِلمَالِ حَاوِيَا
فَمَا خَفَّفَتْ يَوماً عَنِ النَّفْسِ وَجْدَهَا
ومَا كَانَ ذَاكَ المَالُ
لِلجرحِ شَافِيَا
فَمَا المَالُ إِلا حِلْيَةٌ مُسْتَعَارَةٌ
إِذَا زَالَ يَوْمَاً أَصْبَحَ
الجِسْمُ عَارِيَا
وَوَدَّعْتُ جِيرَانِي وكَانُوا أَحِبَّةً
ومَا مَسْجِدُ المُخْتَارِ
إِلا المُوَالِيَا
إِذَا أطْلَقَتْ تِلكَ المَآذِنُ صَوْتهَا
ولَبَّتْ جُمُوعُ المُسْلِمِينَ
المُنَادِيَا
تَوَجَّهْتُ لِلدَّاعِي بِدُونِ مَطِيَّةٍ
وألْفَيْتَنِي مِن اقْرَبِ
الدَّارِ سَاعِيَا
فَمَنْ لِي بِجَارٍ يَشْرَحُ الصَّدْرَ ذِكْرُهُ
ومَن لِي بِبَيْتٍ كَانَ
لِلخَيْرِ دَانِيَا
فَإِن كُنْتَ تَبْكِي أَنْ سمِعْتَ مُصِيبَتِي
فِإنِي سَأبْقَى طِيلَةَ
العُمْرِ بَاكِيَا
سَلامٌ عَلى دَارِ الرَّسُولِ وأهْلِهَا
فَقَدْ صِرْتُ بَعْدَ القُرْبِ
بِالدَّارِ نَائِيَا
|