تنفيس.. إنفراج.. إصلاح
في شهر أكتوبر الماضي، اجتمع المجلس الأعلى للإعلام برئاسة وزير
الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وبعضوية وزير الإعلام، وخرج
بقرارات غير معلنة تفيد بإفساح المجال للصحافة المحلية بشيء من حرية
النقد للأوضاع الداخلية، والى حدّ بنقد الدول الأخرى ولكن بصورة
مؤدّبة، إضافة الى نشر الأخبار المحلية نقلاً عن وكالات الأنباء
الأجنبية دون الرجوع الى أو انتظار تعليق وكالة الأنباء السعودية.
واعتبرت هذه الخطوة محاولة لتنفيس الإحتقان الداخلي، وكبح جماح بعض
الصحافيين السعوديين الذين تخطّوا الحواجز الحمراء بنظر العائلة
المالكة، فتوسيع الهامش محاولة لإظهار الجرأة الصحافية وكأنها جاءت
بقرار حكومي.
وفور إنهاء الإجتماع، اجتمع وزير الإعلام برؤساء تحرير الصحف
المحلية وأبلغهم بحدود هامش الحرية الجديد، متمنياً عدم تجاوز السقف
أو ما اعتبره إسفافاً في النقد.
ويبدو الإعلام السعودي في حالة تململ من أجل المزيد من التحرر من
القيد الحكومي. والحكومة من جانبها تريد إبقاء القيد مع إفساح المجال
في حدود تنفيس السخط الداخلي الذي ينذر بكوارث عنفية قد تنفجر في أي
لحظة، خاصة وأن الأزمة العراقية وتداعياتها ستكون شديدة الأثر
داخلياً وهو ما يخيف الحكومة السعودية التي لا تستطيع إلا أن تساهم
في الحملة العسكرية الأميركية ضد العراق، فهي في هذا الشأن لا تمتلك
قرارها، وإذا ما حاولت امتلاكه فإنها ستعزّز القناعة الأميركية بعدم
نفعية العائلة المالكة للاستراتيجية الأميركية الجديدة ويلزم تغييرها
أو تغيير الدولة السعودية ككل. |