أين مشروع عبد الله الإصلاحي؟
مات مشروع الأمير عبد الله الذي قال أنه سيعرضه على القمة العربية
بشأن الإصلاح السياسي في كل دولة، فقد رفض مجرد مناقشته. كان ينبغي
أن يموت، بل هو ولد ميتاً! لماذا؟ لأن بين العرب من لا يعترف
بديمقراطية أميركا والغرب، فكيف به يعترف بديمقراطية آل سعود؟! لا
يدعو الى الإصلاح السياسي إلا الجدير بالدعوة الممارس لها المؤمن
بها، والأمراء السعوديون لا يحتاجون الى شهادة في هذا المجال!
أيضاً فإن الحكام العرب الديكتاتوريين لا بدّ وأنهم قالوا للأمير:
إذهب وبع بضاعتك على غيرنا، او استهلكها كلّها محليّاً. والأمير عبد
الله ـ إن كان صادقاً في الإصلاح ـ فعليه أن يبدأ بخطوة واحدة على
الأقل تخرج الكلام الى حيز الفعل. وإلا فإن المتبجحون بالإصلاح كثر
بين الأمراء، فقد صرح سلطان مؤخراً بأنه مع الاصلاح وسيدعم الأمير
عبد الله، ولا ندري عن أي صلاح وإصلاح يقصده شخص مثله، يشكل وجوده
عقبة أمام الإصلاح المالي والإداري والسياسي؟
حتى سعود الفيصل، الذي يغني على مختلف الموجات قال في الإصلاح ما
لم يقله أحد من الأمراء من قبل. قال للواشنطن بوست في 10/3/2003 أن
العائلة المالكة ليس فقطع ستستمع لدعاة الإصلاح (بل ستكون لاعباً
رئيسياً لتحقيقه.. نحن نرى ضرورة التغيير). ويأتي التصريح في سياق
(ترضية الأميركيين) وطمأنتهم بأن العائلة المالكة ستباشر أو هي باشرت
بالإصلاحات! وأنها لن تكون (حليفاً غير مستقر) وهو ما يشكو منه
الحلفاء.
كل هذا الإدعاء بالإصلاح نفاه سعود الفيصل بجملة واحدة، حين تحدث
عن أن النقاش يدور حول شكل الإصلاحات، حيث ألمح وزير الخارجية
(الديمقراطي) بأن التوجه ليس نحو الإنتخابات بل اعتماد مقاييس التراث
والعادات القبلية، حيث بإمكان كل مواطن أن يرفع عريضته لحكامه! أي
أنه يعيدنا الى مهزلة ديمقراطية المجالس المدعاة، وبمعنى آخر أن
ديمقراطية آل سعود ليس فيها انتخابات. فأي نوع من الإصلاحات يتحدثون
ويزايدون؟
قال وزير الخارجية بأن الحماسة نحو الإصلاحات داخل العائلة
المالكة لا تقل عما لدى الدوائر الإجتماعية الأخرى، وزعم بأن العائلة
المالكة لديها اللياقة للإعتراف والإستفادة من الأخطاء. ملخص القول:
هذا محتوى سيء وضع في إطار جميل. وسنرى إن كان الأمراء يريدون
إصلاحاً وحرية في الأسابيع القادمة. |