إعتقال الشيخ عبد الحميد المبارك
إعتقلت السلطات الأمنية السعودية وللمرة الثانية خلال عام، الشيخ
عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك، أستاذ الفقه المالكي في منطقة
الأحساء والأستاذ المشارك في جامعة الملك فيصل، بسبب فتوى أو بيان
أصدره حول الحرب ضد العراق، تضمن نقداً لاذعاً للمؤسستين الدينية
والسياسية. جاء في البيان/ الفتوى ''حرمة سكوت العلماء عن بيان
الأحكام التفصيلية في هذه النازلة'' متهماً إياهم ـ رجال المؤسسة
الوهابية ـ بأنهم يغلبون مصالحهم المادية والحزبية على مصالحة
الأمّة. كما أفتى بحرمة إعانة الكفار في حربهم ضد مسلمي العراق بأي
شيء حتى التسهيلات الأرضية أو الجوية، وهو ما تفعله الحكومة
السعودية، وكذلك بيعهم أي من غذاء أو دواء أو تأجير معدات أو سكن
فضلاً عن حمايتهم بالفتوى، في إشارة الى فتاوى المشايخ الرسميين
الذين أفتوا ضد مجاهدة القوات الأميركية. واعتبر الشيخ عبد الحميد آل
الشيخ مبارك حكم من يفعل ذلك ''يدور بين الردة المخرجة من الملّة
وبين الكبيرة الموجبة لغضب الله''.
وقالت الفتوى التي أصدرها الشيخ عبد الحميد: ''إن تأمين هذه
الجيوش أو إعطاءها أي عهد من أي دولة لا صحة له شرعاً، لأن من شرط
ذلك عدم الضرر على المسلمين بالإجماع، والضرر بالغ في هذه الحرب
المدمرة، وقبل ذلك فإن أمريكا قد ظاهرت علينا اليهود سياسيا وماديا
وعسكريا، فلا عهد لهم بنص القرآن وإجماع الأمة''.
وأكد الشيخ عبد الحميد في فتواه ـ وخلافاً لرأي علماء المؤسسة
الدينية المتواطئين مع السلطة ـ عدم الحاجة لموافقة الحكومة أو الملك
بل يجب عصيانه لـ''أن جهاد هذه الجيوش ومن عاونها من المدنيين فرض
عين على جميع المسلمين.. لا يستأذن فيه والد ولا والدة ولا زوج ولا
حاكم، بل لو نهى الحاكم عن جهادهم لوجبت معصيته.. فيجب جهادهم جماعات
وأفراداً بأي نوع من عمليات الجهاد''.
أكثر من هذا، لم تجز فتوى الشيخ عبد الحميد آل الشيخ مبارك مجرد
المشاركة في قوات درع الجزيرة لأنها عون لأميركا وحلفائها ضد
المسلمين. يقول: ''لا يجوز لأي مسلم مدنيا أو عسكرياً، ولو أمره
الحاكم، أن يشارك في درع الجزيرة، أو أن يصد أو يتعرض لمن أراد جهاد
الكفار بلسانه أو ماله أو نفسه، وأن من فعل شيئاَ من ذلك فقد أعان
الكافرين على المسلمين''.
تجدر الإشارة الى أن الشيخ عبد الحميد المبارك كان قد اعتقل هو
وإبنه لعدّة أشهر في أبريل من العام الماضي حين حاول تنظيم مظاهرة في
الظهران دعماً للإنتفاضة الفلسطينية، وقالت السلطة في محاولة تشويه
صورته أنه مختلّ وغير متزن! |