.. ويتواصل ضغط التطرّف والقمع على الحجاز
في سياق مخطط الحكومة لتدمير وإزالة الآثار الاسلامية في الحجاز،
تتجه نواياها الى إزالة جبل الرماة وكذلك مقبرة حمزة (شهيد أحد) بهدف
تحويلها الى ساحة عامة وينقل رفاته ورفاة شهداء أحد إلى مكان آخر.
والأنكى من ذلك، هو العودة لإحياء وتنفيذ المخطط القديم الرامي
الى إخراج القبر الشريف من المسجد النبوي، حيث بدئ بوضع فواصل
تمهيداً لتنفيذ المخطط المشؤوم. وفي السياق نفسه، هناك مخطط آخر في
منى وتحديداً بالقرب من مسجد العقبة حيث تعتزم الحكومة ازالة الجبال
التي تحمل رمزية تاريخية ودينية لدى المسلمين عامة ووضع جسور مكانها.
نلفت هنا الى أن هذا المخطط التدميري غير المبرر قد زاد في سخط
الأهالي بعد أن عبثت أيدي الدمار في أهم وأقدس آثار الاسلام في
الحجاز، فلم تسلم بيوت الرسول وأهل بيته وزوجاته ودور الصحابة ولا
أماكن العبادة، ولا مواقع شهداء الاسلام الابطال، وأخيراً تتجاسر تلك
الأيدي لتمتدّ الى قبر المصطفى لتخرجه من المسجد بحجة أن وجود القبر
داخل المسجد من البدع التي يجب محاربتها.
منذ أن تسلط الوهابيون على الحجاز، ومعاول الهدم تعمل بدون إنقطاع
في آثاره العزيزة على قلوب المسلمين عموماً وسكان الحجاز خصوصاً
الذين تفطرت قلوبهم وهم ينظرون الى أثر ديني يزال هنا ومعلم اسلامي
خالد يندثر هناك، ومنارة للعبادة تهدم هنالك، أول مرة بحجة أنها تعبد
من دون الله وحده لا شريك له، ومرة ثانية بإسم مشروع توسعة الحرمين
الشريفين الذي كان وبالاً على تراث هذه الأمة وآثارها ورموز دينها.
على صعيد آخر، تتواصل الضغوط على المواطنين في الحجاز، فقد وضعت
أجهزة الأمن حواجز عسكرية في الطريق الى المدينة المنورة وإخضاع
سائقي السيارات للتفتيش الدقيق. وفي الرابع من أبريل الماضي ظهر مئات
الجنود التابعين لقوات الامن الخاص بملابس الميدان وحضر بعضهم
بخراطيم المياه ووراءها سيارات الاطفاء وعسكروا بالقرب من المسجد
النبوي الشريف، وقد تكرر المشهد في كل يوم جمعة تحسباً لمظاهرات قد
تخرج في الشوارع ضد الحكومة.
مصادر خبرية خاصة ذكرت بأن المدينة المنورة شهدت في أواخر مارس
الماضي ظاهرة جديدة حيث بيعت شحنات من الاسلحة في سيارات، وقد إكتشفت
أجهزة الأمن الأمر متأخراً. وقد انتشرت شائعات في بادىء الأمر منسوبة
لأجهزة التحقيق بأن الشيعة في المدينة المنورة اشتروا السلاح الا انه
تبين وبعد التحقيق والتحري والتفتيش عدم صحتها. يذكر بأنه بات
مألوفاً هذه الايام اعلان الحكومة المتكرر عن إكتشاف كميات أسلحة
مهربة وخصوصاً من العراق ومن مستودعات الجيش.
ظاهرة انتشار السلاح ليست مقتصرة على الحجاز وحده، بل تكاد هذه
الظاهرة تتفشى في أنحاء المملكة بأكملها، ولعل أبرزها الكشف عن كميات
كبيرة من السلاح بحوزة المجموعة التي جرى الكشف عنها مؤخراً في
الرياض اضافة الى عمليات المواجهة المسلحة التي تجري في مناطق عديدة
حتى قيل بأن مناطق في الشمال قد خرجت من سيطرة الحكومة بسبب إنتشار
السلاح واستعماله على نحو غير مسبوق ومفرط بما فاق قدرة أجهزة الأمن
على الضبط. |