السلاح في ليبيا تحت ظلال مشايخ الصحوة!

نشر موقع الشيخ سلمان العودة (الإسلام اليوم) في 1 كانون الثاني (يناير) الجاري رسالة لمفتي ليبيا الشيخ صادق بن عبد الرحمن الغرياني يدعوه فيها لمخاطبة العناصر المسلّحة بتسليم السلاح إلى الدولة، وقال (أن السلاح الآن هو في أيدي الناس أكثر منه في يد الدولة، وبعض الشباب يتحلّقون حول منهج الجرح والتعديل في العلماء، وتنقُّصهم والتحذير منهم). وأوضح الغرياني (أن هؤلاء الشباب يتلقون هذا المنهج عن شيوخٍ، بعضهم في السعودية، وبعضهم في بلاد أخرى، ويقولون: إن القول في العلم قولهم، ولا يعتدُّون بمن خالفهم – أيًّا ما كان قدره في العلم). ومن بين ما نقله الغرياني عن هؤلاء الشباب من أفكار استمدوها من مشايخ الصحوة قولهم (عن أنفسهم إنهم في المنهج معصومون، ولا يخطئون، وإن ليبيا ليس بها علماء؛ لأن علماءها حسب هذا المنهج (المعصوم) الذي يدّعونه- مجَرَّحون من قبل أشياخهم).

المفتي صادق الغرياني

وأضاف الشيخ الغرياني: (إن من أعمال هذه الجماعة أن ما تراه منكرًا في نظرها لا تتردد في تغييره بقوة السلاح، ومنهم من يرسل بالجوال رسائل تهديد لعدد من أهل العلم، الذين أحسبهم على السنة، ومنهم من يُداهم من يشتبهون في أمره بارتكاب كبيرة السحر ونحوه، بعد خطفه من بيته وتعذيبه، وقد يقيمون عليه الحد بأنفسهم، وهو ربما كان بريئًا مما رُمي به، وكل ذلك باسم العمل بالكتاب والسنة، ومن المعلوم أن إقامة الحدود من اختصاص الحكّام دون غيرهم).

وحذّر من تزايد عدد هؤلاء الشباب من صغار السن، الذي ينضمون إليهم تحت الشعار الذي يستهوي كل مسلم (الكتاب والسنة). وقال بأنهم (لا يزالون يثقون في علماء المملكة..)، مطالبًا إياهم بأن (يحيلوا من يستفتونهم من هؤلاء الشاب في ليبيا إلى علماء بلدهم)، موضّحاً بأن (هذا سَيَرْجِع على هؤلاء الصغار من الشباب بالخير الكثير، ويعود بهم إلى الجادة، ويُرجع إليهم ثقتهم في علمائهم..).

من جانبه، وعد الشيخ سلمان العودة بإرسال مناشدات متكرّرة الى الشباب وحثهم على (تجنب استخدام القوة في نشر المنهج..)، واقترح العودة (أن تقوم الدولة بشراء السلاح من الناس بسعر مغرٍ، ومنح مكافآت لمن يدلون على مخازنه ومخابئه).

الجدير بالذكر أن الشيخ العودة كان من بين مشايخ الصحوة السعوديين الذي دعاهم النظام الليبي السابق بقيادة العقيد القذافي للوساطة مع عناصر (الجماعة المؤمنة) المسلّحة في السجن، باعتبار أن هؤلاء يستمدون أفكارهم في الجهاد والولاء والبراء من مشايخ السعودية، من بينهم الشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي والشيخ ناصر العمر وغيرهم.