حمزة كشغري: أجرم؛ فتاب؛ فكُفِّر؛ فاعتقل؛ فـ...!
ليس على طريقة بعض المواقع السعودية التي أعادت نشر
تغريدات حمزة كشغري المسيئة لمقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وليس على مبدأ (ناقل الكفر ليس بكافر)، فإن
ما قاله الكاتب حمزة كشغري في نبيّنا الأكرم صلى الله
عليه وسلم لا يجب تداوله ولا نقله، وفي الوقت نفسه لا
يجب استغلاله للتعمية على قضايا كبرى متّصلة بحقوق الشعب
السياسية والاقتصادية والإجتماعية والفكرية..
في لحظة شيطانية وقع كشغري في الخطيئة، وتنبّه بعد
أن أطلق ثلاث (نعقات وليس تغريدات) اشتملت على عبارات
قبيحة وفاجرة تتزامن مع الاحتفالات بمولده الشريف، وكأنما
خسر كشغري في هذا اليوم أن يكتب إسمه من محبي المصطفى
صلى الله عليه وسلم والراجين شفاعته يوم القيامة.
أما في الدنيا، فقد خسر كشغري وظيفته الكتابية في الصحف
المحلية، بعد توجيه تهمة التجديف والاساءة للرسول محمد
صلى الله عليه وسلم. وقال وزير الاعلام عبد العزيز خوجه
بأنه أصدر أمراً الى كل الصحف المحلية بعدم نشر أي مقالة
للكاتب حمزة كشغري بعد تهجّمه على الإسلام. وقال (وجّهت
كل الصحف والمجلات في المملكة بعدم السماح لهم بكتابة
أي شيء وسوف نتّخذ إجراءات قانونية ضده)، بحسب ما نقل
عنه في 7 شباط (فبراير) الجاري.
وكان خوجه قد ذكر في تغريدة له بأنه بكى وغضب بسبب
وجود شخص في بلاد الحرمين الشريفين يعرّض بالنبي صلى الله
عليه وسلم بهذه الطريقة الهجومية. خطوة خوجه جاءت عقب
قيام آلاف القراء والمدارس بإرسال رسائل الى الصحافة المحلية
تطالب بمحاكمة كشغري.
وقد نشرت عديد من الصحف المحلية في يوم الثلاثاء 7
شباط (فبراير) الجاري، أي بعد يوم من نشره (نعقات) الإساءة
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعتذر كشغري فيها عن
الاساءة.
ووضع كشغري رسالة على صفحته على موقع (تويتر) بتاريخ
6 شباط (فبراير) الجاري يقول فيه ما نصّه:
أٌقر و أعترف أن كل ما وقعت فيه من انحراف في الأفكار
و في الأقوال، أو فساد في التعبيرات هو من قبيل الشبهات
والشكوك التي أثرت علي وعلى عقلي فاتبعتها عن ضعف فأبعدتني
عن الصراط المستقيم..) وأضاف (وأنا أعلن توبتي وانسلاخي
من كل الأفكار الضالة التي تأثرت بها فأنتجت بعض العبارات
التي أتبرأ أن محمداً رسول الله، عليها أحيا و عليها أموت
و عليها أبعث منها وأعوذ من أن ألقى الله عليها..).
وأوضح قائلاً (وما بدر مني من كلام..فهو حالات نفسية
شعورية أخطأت في وصفها وكتابتها وأرجو أن يغفرها الله
لي، لكنها لا تمثل حقيقة عقيدتي في النبي التي هي تبع
لما جاء به السلف الصالح عن نبينا عليه أفضل الصلاة و
أزكى التسليم).
التطوّرالأخطر يتمثل في صدور أمر ملكي في 7 شباط (فبراير)
الجاري باعتقال حمزة كشغري وتقديمه للمحاكمة، الأمر الذي
سيخضعه لجولات طويلة من التحقيق في تغريداته وصدقية توبته،
في ظل أجواء مشحونة تنذر بتوظيف القضية من قبل آل سعود
لمشاغلة الرأي العام المحلي عن قضايا أخرى مثل الإصلاحات
السياسية والاقتصادية. وما هو جديد في الموضوع أن كشغري
غادر البلاد بعد الحملة التي شنّت عليه، ولكن تم اعتقاله
في ماليزيا حيث اختارها منفى له، ولكنه لم يعلم بأن للسعودية
نفوذاً واسعاً فيها، وان تسليمه للسلطات السعودية قد يؤول
به الى نهاية مأساوية خصوصاً بعد إصدار المؤسسة الدينية
الرسمية حكماً بـ (كفره)!
|