استدعاء كاتب الى المحكمة بتهمة التشهير بشركة!
في سابقة خطيرة وتحايلاً على نظام المطبوعات، بحسب
الكاتب زهير كتبي، قامت المحكمة الجزئية بمكة المكرمة
باستدعاء الكاتب بصحيفة عكاظ محمد الحساني في 28 آذار
(مارس) الماضي إثر دعوى أقامها أحد مسؤولي شركة جبل عمر
يدّعي فيها على الكاتب الحساني. وكشفت المصادر ان الدعوى
مقامة من مدير عام الشركة يتهم فيها الكاتب محمد الحساني
بالتشهير بسمعته وسمعة الشركة ، في المجالس والصوالين،
حسب قوله. وكان الكاتب الحساني قد تناول في مقالات عدّة
شركة جبل عمر وأبدى ملاحظاته على أعمالها باعتبارها شركة
مساهمة تعمل في مكة المكرمة، خاصة تأخر مشاريعها.
وقال الحساني في تصريح لشبكة مصدر الأخبارية في 27
آذار (مارس الماضي)، لقد كتبت عدة مقالات تتناول الشأن
العام في مكة المكرمة ومن ضمنها شركة جبل عمر خاصة تأخر
مشاريعها، وقيامها ببيع بعض أصول الشركة، إضافة الى حصولها
على قرض حكومي سخي، قلت فيه وماذا بعد هذا القرض السخي.
وقال الحساني انه لا يرفض توجه الشركة لنظام المطبوعات
الذي يفصل في منازعات ما يكتب وما يتناوله الاعلام، لكن
تحويل مجرى الخلاف، بادعاء الخصومة الشخصية، وتحويلها
الى تهمة قذف وتشهير فهو أمر غير مسبوق في الاعلام السعودي.
وكان الحساني يخشى من قيام المدعين بتحويل دعوى اعلامية
الى دعوى شخصية وتحويل مسارها من الاعلام بإحضار شهود
لا يعرفهم بأنّه شهّر بالشركة في المجالس ردّاً على ما
كتبه في الصحافة، وهو في نظره (تحايل على الخلاف الإعلامي
ومحاولة لسحب القضية نحو القضاء).
ومن جهته علق الكاتب المكي الدكتور زهير كتبي قائلا:
(ان هذا التوجه خطير جداً فالمجتمع المكي لم يتعود على
سحب بعضه البعض في المحاكم، بل تعود على حل قضاياه ضمن
أصول العادات المكية الشهيرة والتي تقوم على الاخلاق الحميدة،
اما تحويل قضية اعلامية الى قضية تشهير فهي سابقة لو حصلت
فإن جميع من يختلف مع الكتاب سيقوم بسحب الكاتب الى المحكمة
بدعوى التشهير في المجالس ويحضر من يشاء من الشهود، وهو
تحايل على نظام المطبوعات الذي يحتكم اليه عند اي خلاف
اعلامي وادبي).
|