رأي مشايخ الصحوة في هيئة كبار العلماء
لطالما عبّر مشايخ الجيل الثاني من التيار السلفي الحالي
في المملكة عن انتقاداته بين الخاصّة لكبار علماء المؤسسة
الدينية الرسمية، حتى أنه قد يمرر أحدهم بين الحين والآخر
بعض الملاحظات اللاذعة في مقالة أو بيان أو لقاء تلفزيوني..
لدى مشايخ الصحوة، أمثال الشيخ سفر الحوالي والشيخ
سلمان العودة والشيخ عايض القرني وغيرهم، آراء في هيئة
كبار العلماء، ولكن من النادر أن يبوحوا بها للعلن وبصورة
صريحة. ولكن في كتاب (علماء الإسلام ..تاريخ وبنية المؤسسة
الدينية في السعودية بين القرنين الثامن عشر والحادي عشر
والعشرين) وهو عبارة عن إطروحة دكتوراه في كلية العلوم
السياسية في باريس للباحث المغربي محمد نبيل مُلين، وهو
حصيلة خمس سنوات قضاها للبحث في الموضوع والإقامة في المملكة،
ثمة ما يلفت ويستحق القراءة حول هذه النقطة على وجه الخصوص.
الكتاب يتحدّث بشكل رصدي عن تأريخ وأفكار دعوة الشيخ
محمد بن عبد الوهاب، سبّقه بتاريخ تمهيدي لتشكّل المذهب
الحنبلي ورموزه الكبار مع الإضاءة الكثيفة على حقبة الشيخ
إبن تيمية، لينتقل بعد ذلك للحديث عن تاريخ ونشأة الحنبلية
في نجد قبل ظهور الدعوة الوهابية.
وذكر المؤّلف مقابلات مع عدد من مشايخ الصحوة في العام
2005 حول الموقف من هيئة كبار العلماء. وفي مقابلة خاصة
مع الشيخ سفر الحوالي قال الأخير (في نظر الحكومة، فإن
كبار العلماء لا بدّ أن يكونوا غير مسيّسين)، أما الشيخ
سلمان العودة فقال (إن من يطمحون الى عضوية الهيئة، لابد
أن يكونوا بلا مشاكل وبلا تاريخ)، وبالنسبة إلى محسن العواجي
فإن (دخول الهيئة يخضع لشروط أمنية محضة). ويعلّق المؤّلف
(ورغم أن هذه الأراء عنيفة شيئاً ما وتنم عن حقد دفين
إلا أنها تعكس حقيقة إجتماعية..).
وذكر ملين بأن (ان شرعية السلطه السياسيه تقوم أساساً
على المذهب الحنبلي، في حين تستند سلطة هذه الأخيرة وهيبتها
بشكل كامل تقريبا الى دعم آل سعود. يوجد اذن توافق اختياري
حقيقي بين السلطه السياسيه والمرجعيه الدينيه في المملكه
العربيه السعوديه؛ بسبب أن “الاخلاص الديني والمصالح الأكثر
دنيويه غالباً مايكون زواجهما ناجحا كما يقول بول فاين).
وخلص الى (إن السلفية ليست عقيدة، كما أنها ليست مذهباً
فقهياً ولاطريقة أو منهاجاً، ولا مشروعاً سياسياً. إنها
ببساطة مجرد دعامة لإضفاء الشرعية على عملية سياسية و/أو
دينية).
|