الفوزان والكلباني يسخران من ملائكة العريفي في سوريا
لا يكف الداعية الفضائي محمد العريفي عن إتحاف جمهوره
والرأي العام المحلي بإنجازاته الغيبوية النادرة، الى
درجة أنه بات قادراً على أن يصاهر بين الحقيقة العلمية
والخيال العلمي، فثمة مشترك بينهما وما تعجز الحقيقة عن
تقديمه للناس، يتولى الخيال الخصّب لدى العريفي بتعويضه
وجعله أقوى حتى من الحقيقة بفعل الزخم المعنوي وجرعة الانفعال
الزائدة إمعاناً في الإصرار على تحويل الوهم الى حقيقة.
ولأن العريفي يسحره الإعلام، ويطمح بأن يبقى على علاقة
حميمية لحظوية مع الكاميرا، فإنه قد حرّض علماء آخرين
على إبعاده عن المشهد لفرط ما أساء في توهيماته لأهل دعوته.
فقد انبرى عدد من المشايخ لنقده وصدّه عن التمادي في إطلاق
الأساطير من عقالها، والذي لا يبدو أنه يرعوي عن ذلك،
وكأن الرجّل محصّن إزاء النقد دع عنك أن يتولى هو مهمة
نقد ذاته..
فخلال أقل من أسبوع، سخر الشيخ صالح الفوزان مرتين
من العريفي على خلفية كلامه وتفسيراته، وبعد الاعتراض
على وصفه العريفي بصاحب الهوى بعد تفسيره لحديث جلد ظهرك
وأخذ مالك، انتقد الفوزان القصة التي انتشرت بين الناس
عن رواية العريفي لنزول فرسان من السماء الى سوريا تقاتل
جنباً الى جنب مع الثوار، حسب (صوت الليبرالية) في 1 مايو
الجاري.
كلام الفوزان جاء في مقطع صوتي إنتشر على موقع (يوتيوب)
ومنه الى باقي مواقع التواصل، وكان الشيخ محمد العريفي
قد نسب قصة نزول فرسان من السماء ليقاتلوا مع ثوار سوريا
ثم يختفون عن الانظار الى أحد من يثق به في إحدى خطبه
ولقيت القصة رواجاً كبيراً بين الناس كون ناقلها أحد الدعاة
المعروفين.
ونقلت مواقع الكترونية عن قول الفوزان ساخراً إنهم
ربما كانوا شياطين، مضيفاً إنه يستحيل رؤية الملائكة،
وهم ينزلون فقط على الانبياء والصالحين، قائلاً (أهل سوريا
أهل خير وصلاح وهم مظلومون بلا شك، لكن نزول الملائكة
ما حصل إلا للرسل، وقد ينزلون على المؤمنين الصادقين لكنهم
لايرون). واستنكر قائلاً (من الذي يراهم ويقول نزلت الملائكة؟!
ما أحد يراهم).
كما أثارت ملائكة العريفي الشيخ عادل الكلباني، الذي
ارتأى أن هناك فئة من محترفي الدعوة تستخدم هذه القصص
إدراكاً منها لميل الجماهير إلى التسلي بالعلم والتلذذ
باستماع القصص المثيرة.
وقال الكلباني على صفحته الشخصية بموقع تويتر متهكماً:
(ملائكة يقاتلون على خيول بيض في سوريا، هل الشبيحة وجيش
بشار قوي لدرجة أن الملائكة لم تقدر عليهم! يا بني آدم
شغلوا مخكم شوي بس)، متسائلاً: (وش معنى الملائكة ما نزلت
إلا مع السوريين، ليش ما نزلت مع الليبيين وإلا كان الناتو
يكفي).
وعن احتجاج بعض متابعيه بنزول الملائكة يوم بدر قال:
(الأحبّة المعترضين يحتجون بنزول الملائكة يوم بدر ويحتجون
بقدرة الله وهل أنكرنا ذلك؟ لكن ثمة سؤال هل يعرفون نزولاً
للملائكة غير ذلك؟)، مضيفاً: (الملائكة تنزل للحسم بجنود
لم تروها (هؤلاء رأوها وصوروها) تعليق الناس بالكرامات
وأخرى لا تكفي التغريدة لها).
وتابع: يقول الله: (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما
كانوا إذا منظرين) تأويله أن الملائكة لا تنزل إلا بالرسالات
أو بالعذاب، وخشية اتهامه بالتحامل على العريفي قال الكلباني:
(العريفي ليس بمعصوم، ولم أقصده بذاته في الرد إنما أرد
على الفكرة والقول).
|