حقاً مالفرق بين التوبتين؟
لماذا يقبل من الشيخ والداعية والاستاذ بجامعة الملك
سعود وعضو رابطة علماء المسلمين محمد العريفي توبته وهو
الذي يفترض علمه المسبق بما يجوز وما لايجوز حين الحديث
عن قضايا دينية بالغة الحساسية والخطورةً، ولا يقبل من
حمزة الكشغري توبته (23 عاماً) وهو الذي تراجع سريعاً
عن ذنبه الكبير في تغريدات ثلاث كتبها في لحظة سهو وغفلة.
يقول العريفي في رسالة التوبة التي كتبها في الأول
من نيسان (إبريل) الماضي عقب تجنيّه على مقام رسول الله
(صلى الله عليه وسلم): (وورد في معرض كلامي عبارة أوهمت
أن سيدي وقّرة عيني وقدوتي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ربما أهدى الخمر لما كانت حلالاً كما يهدي أي سلعة
حلال، وبعد تأملي ظهر لي خطأ هذه العبارة فأنا أستغفر
الله عن إيرادها وأشكر سماحة مفتي المملكة، والهيئة العالمية
للتعريف بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته). وختم
بعبارة: (اللهم صلى وسلم على سيدنا رسول الله وآله وصحبه
ومن سار على نهجه واتّبع سنته، وارزقنا يا رب شفاعته واجمعنا
به في الفردوس الاعلى..آمين)!
لنقرأ الآن ما جاء في بيان توبة حمزة كاشغري: الحمد
لله الذي يسّر لي من أهلي وإخواني ومشايخي الذين أدين
لهم بالفضل من يرشدني الى الصواب ويدلني عليه، بالكلمة
والموعظة الحسنة. ثم يقول (وأنا أعلن توبني وانسلاخي من
كل الأفكار الضالة التي تأثرت بها فأنتجت بعض العبارات
التي أتبرأ أن محمد رسول الله، عليها أحيا وعليها أموت
وعليها أبعث منها وأعوذ من أن ألقى الله عليها..وأعلن
توبتي وتمسكي بالشهادتين، أشهد ألا إله إلا الله وإن شاء
الله..اللهم تقبل توبتي..وإني أرجوكم ألا تعينوا الشيطان
علي..فإن المؤمن ضعيف بنفسه، كثير بإخوانه..أما رسول الله
الأكرم، فالذي أرجو أن أسير على سيرته في الدنيا، وأن
أنال شفاعته في الآخرة، فإن عقيدتي فيه هو قوله تعلى (ماكان
محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
وختم رسالة التوبة بقوله: (وأرجو أن يغفرها الله لي، لكنها
لا تمثل حقيقة عقيدتي في النبي التي هي تبع لما جاء به
السلف الصالح عن نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم).
|