(يانر) السعودية تختار نظاماً إسرائيلياً لإدارتها
نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) في 18 مايو الماضي نبأ
يفيد بأن (إدارة كبرى شركات النفط السعودية ستكون في يد
عصبة من الإسرائيليين)، وأشارت إلى أن هذه القصة تحوي
الكثير من الكفاءة، الكثير من الثقة، وغير قليل من المال
أيضا. وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أن الحديث يدور عن شركة
النفط السعودية (يانر) التي وصفتها بأنها واحدة من أهم
وأكبر شركات تسويق منتجات النفط في العالم، ويرأسها الأمير
الشيخ عبد العزيز الفايج، من رجال التيار الديني المعتدل
في السعودية. وأشارت إلى أنه في الأشهر الأخيرة فحصت إدارة
الشركة زيادة النجاعة التنظيمية وبحثت عن برنامج إدارة.
وفي نطاق هذا البحث زار ممثلوها ضمن أمور أخرى معرضاً
في مدينة ملبورن الاسترالية حيث عرضت شركات تكنولوجيا
من أرجاء العالم فيه منتجاتها. وبعد أن أجرى السعوديون
دراسة شاملة للأسواق لم يكن لديهم شك في ماهية الشركة
التي سيشترون منها برنامج الحاسوب المميز.
|
وتساءلت الصحيفة: شركة ألمانية؟ شركة أميركية؟ لا.
السعوديون اختاروا بالذات الشركة الإسرائيلية (درونت)
التي مقرها في مدينة رمات غان قرب تل أبيب، وتملك بؤرة
دعم لها في اسرائيل في البلدة الحريدية (العاد). وقالت
إن اسم البرنامج الاداري الذي بيع للسعوديين هو TMB وهو
برنامج متطور يستخدم لادارة أعمال منظمات كبرى، ولنجاعة
عملهم. وبرنامج TMB هو من تطوير شركة دورنت وهو برنامج
فريد من نوعه في عالم منصات السحاب الإلكتروني في مجال
الإدارة.
ولا تكمن أهمية هذه الصفقة في قيمتها المالية بل في
الإصرار السعودي على إبرامها. فقيمة صفقة الشراء تبلغ
700 ألف شيكل (حوالي 200 ألف دولار). وعلمت (يديعوت احرونوت)
أنه في الأيام الاخيرة، بعد إبرام الاتفاقيات، تم تأهيل
ممثلي الشركة السعودية في أوستراليا من قبل فريق اسرائيلي
من 18 شخصاً، أعضاؤه يعملون جميعا في فرع الشركة في أوستراليا
ويسكنون هناك.
وبحسب الصحيفة فإن الأجواء كانت وديّة، ولكن حتى قبل
التوقيع وضع السعوديون قيوداً وطلبوا أن يتضمن البيع أيضا
تأهيلاً كاملاً لرجالهم في كل ما يتعلق بدعم البرنامج
وذلك كي لا تكون لهم حاجة للاستعانة بدعم اسرائيلي. ومع
ذلك، إستناداً الى ما قاله المدير العام لـ(درونت أوستراليا)
ايفي شبنترسكي، فإن الاعمال مع السعوديين لن تنتهي على
ما يبدو بهذه الصفقة. وقال شبنترسكي لـ(يديعوت احرونوت)،
إن (المندوبين السعوديين لم يخفوا في أثناء المفاوضات
تأثرهم بالتطوير الاسرائيلي بل أشاروا الى أنه يسعدهم
ان يعملوا في المستقبل مع تكنولوجيا اسرائيلية).
|