سجن الحائر.. مدينة كاملة تحت الأرض
أحاديث مستفيضة ظهرت حول سجن الحائر، الذي زاره كبار
الإصلاحيين والناشطين والمعارضين، ولكن قليل من المعلومات
التفصيلية والتوصيفية رشح عن أوضاع هذا السجن. الناشط
الحقوقي ورئيس جمعية حقوقية وطنية محمد فهد القحطاني نقل
بعد زيارته الى هذا السجن بأن هناك حوالي 30 ألف معتقل
غالبيتهم من المعتقلين السياسيين ولا يزالون في السجن
خارج سلطة القانون، فيما تعترف وزارة الداخلية بمجرد 5000
سجين فقط.
يقول القحطاني: (تفاجأنا بأن العدد كبير جداً في السجون،
عندما ذهبنا الى سجن الحائر لرؤية المعتقل البجادي، فشاهدنا
كبار السن والاطفال والنساء.. منظر محزن للغاية). وأضاف
بأن أكبر موجة اعتقالات كانت في الأعوام 2001 ، و2002
و2003، حيث قامت السلطة بحملة تزامنت مع الحملة العالمية
لمكافحة الارهاب، وتم اعتقال الكثيرين بسبب شكوك حول نشاطهم
السياسي، و(هناك أشخاص أعتقلوا بسبب ارتباطهم مع المعارضة
السعودية في لندن، وناشطين حقوقيبن مثل خالد العمير ومحمد
العتيبي بسبب إعلانهما الخروج في تظاهرة تضامناً مع غزة
ضد اسرائيل في العام 2009، وهما لا يزالان في السجن حتى
الآن).
ويضمّ سجن الحائر الموجود في الرياض المعتقلين السياسيين،
وهو حسب وصفه: (مدينة كاملة تحت الارض، لا تخضع للتفتيش
القضائي). ويقول القحطاني: (لدينا شهادات حول التعذيب
وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان، مثل جلوس السجين عشر سنوات
من دون إصدار أي محاكمة، السجن والاعتقال التعسفّي، بالإضافة
الى أشخاص يدخلون الى المعتقل سليمين ويخرجون معوّقين).
أما عن المعتقلين إثر أحداث القطيف التي اندلعت في
آذار العام 2011 في المنطقة الشرقية، فيقول القحطاني:
(إكتشفنا عدداً كبيراً من الاشخاص الذين اعتقلوا في آذار
2011، ونحن نساعد ذويهم لنرفع القضايا ونوقف الانتهاكات)،
معتبراً ان ردة فعل وزارة الداخلية إزاء أحداث القطيف
كانت (سلبية جداً وهناك اتهام لبعض الاشخاص بأنهم ينتمون
الى دول أخرى، هناك مظالم تهميش وتمييز طائفي في المنطقة
الشرقية).
|