طالب ماجستير يبيع منتجات ألبان في الشارع!
قصص العاطلين عن العمل في بلاد النفط والفساد والثروات
الفلكية لأمراء آل سعود متنوعة وأحياناً صادمة، تبدأ بالأمراض
النفسية وتصل في أقصى وأقسى تعبيراتها الى إقدام البعض
منهم على الانتحار في رد فعل على اوضاعهم المعيشية الضاغطة.
حسب الاحصاءات الحكومية، فإن هناك أكثر من مائة عاطل عن
العمل يحمل شهادة الدكتوراة، ونحو 2300 يحمل شهادة الماجستير،
وبينهم عشرات الألوف من حملة الشهادات الجامعية. ولكل
واحد من هؤلاء قصّة صادمة في بلد تصدر اكثر من عشرة ملايين
برميل نفط يومياً.
من القصص الصادمة، قصة الشاب طالب الماجستير حيدر المبارك
الذي أرغمته ظروفه المعيشية وإصراره على مواصلة دراساته
العليا على الجلوس على الرصيف (الصورة) ليبيع منتجات الألبان
وبعض الخضروات، تحت أشعة الشمس الحارقة متحدياً حرارتها
والأتربة التي تذرها الرياح. من قرية الحليلة الكائنة
شرق الهفوف، يخرج حيدر من منزله متوجهاً إلى الرصيف لبيع
المنتجات اللبنية في تمام الساعة الثالثة من بعد الظهر.
ملامحه الشبابية الجميلة و قوة ساعديه وهيئتة تضفي للمشتري
شخصية قوية وجذابة وإبتسامته الهادئة التي لا تفارق محياه
لها معان رائعة.
يدرس حيدر البالغ من العمر 28 سنة ماجستير التربية
الحيوانية في جامعة الملك فيصل ولم يبق على تخرّجه سوى
تقديم رسالة الماجستير. و في أثناء دراسته يقوم حيدر بتوصيل
الطالبات إلى الجامعات والكليات في الصباح لسداد أتعاب
الحياة القاسية، وبعد الظهر يساعد والده في بيع منتجات
الألبان.
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع الشباب للخضروات
أو الملابس أو البطيخ وتجدهم يحملون المؤهلات العلمية
والمهنية ويتخذون من الاماكن العامة مكاناً لهم، ويعزى
الأمر ذاك الى إنتشار البطالة، والتضخم المستمر، مما يضطرهم
إلى العمل في مجالات خارج تخصصاتهم، ولن يستغرب أحد لو
وجد شاباً يحمل شهادة التمريض ويعمل محاسباً (كاشير) في
أحد المراكز التجارية الكبرى.
|