زواج النهار.. إمتهان آخر للمرأة
لا يكف الممتهنون لكرامة المرأة عن الاسفاف والايغال
في كل ما من شأنه النيل منها تعريضاً وإهانة، وكل ذلك
بإسم ديننا الحنيف الذي جاء ليحفظ للمرأة مقامها وكرامتها..
حتى راح البعض يبتكر أصنافاً من الزيجات المستهجنة التي
تستهدف إشباع الحاجة الغرائزية للرجل رغم ما تنطوي عليه
من إذلال وامتهان لشخصية المرأة.
في آخر تقليعة في سلسلة الزيجات، ظهر علينا صنف جديد
من الزواج يطلق عليه بـ (زواج النهار) الى جانب قائمة
الزيجات التي ظهرت في السعودية مثل المسيار والمسفار والمصياف
والابتعاث وغيرها.. وزواج النهار كما يخبر عنوانه يتم
فيه لقاء بين زوجين وقت الظهيرة فقط، ولا يحمل أي طرف
مسؤولية تجاه الآخر، حيث لا يتحمل الرجل أدنى مسؤولية
تجاه المرأة، وإنما هي مجردة علاقة غرائزية عابرة.
زواج النهار، شأن أصناف الزيجات الأخرى، يشكل صورة
أخرى لانتهاك مكانة المرأة التي تفتقر بحسب قوانين هذه
الدولة الى وسائل شحيحة للدفاع عن النفس، فيما يتم استغلال
حاجاتها المادية والمعنوية لجهة إخضاعها تحت سلطة بعض
الرجال ممن لا يدركون من الحياة الاجتماعية سوى ما يشبع
حاجاتهم الجنسية.
ومن المؤسف قيام بعض الصحف بالترويج لهذا النوع من
الزيجات عبر التوسل بتصريحات لما تزعم بعض الصحف بأنهن
متخصصات إجتماعيات أو خبيرات في شؤون الاسرة في تأييد
هذ النوع من الزواج وتسويغه بحجج واهية كالحاجة أو الظروف
العائلية. والحال، أن الصحف إن كانت تمثّل ضمير الناس
وصوتهم عليها ان تحارب كل ما ينال من كرامة المرأة أو
يحط من قدرها.
|