عبد العزيز الدخيل: الفساد بلغ الجبال!
الخبير الاقتصادي عبد العزيز الدخيل، وصاحب كتاب (التنمية
الاقتصادية في السعودية..قراءة نقدية) والذي طبع مؤخراً
عن دار الساقي في بيروت، لديه مقاربات جريئة للأوضاع الاقتصادية
|
هيئة مكافحة الفساد
تحتاج الى مكافحة!
|
في المملكة تستحق المتابعة. وفي مقالته المنشورة في صحيفة
(الشرق) في 12 نوفمبر الجاري بعنوان (هيئة مكافحة الفساد
وقمم الجبال) لفت الى أن النزاهة التي أنشأها الملك لمحاربة
الفساد لم تحقق نجاحاً لأن (الفساد مستشرٍ في رؤوس الجبال
وكهوفها). وقد عنى حقيقة المصطلح موضّحاً (قمم الجبال
دون تورية واستعارة هم أولئك الذين وظفوا مواقعهم السياسية
أو المالية للحصول على المال العام دون وجه حق، وهذا هو
لب الفساد وجوهره، وهم اليوم يتحصنون خلف الستار السياسي
أو الجاه المالي فلا تصل إليهم جنود النزاهة ويد العدالة).
ويعتقد الدخيل بأن هيئة النزاهة تدرك تماماً هذه الحقيقة،
كما يدركها المواطنون كبار وصغاراً نساءً ورجالاً. وإن
ما يخشى منه الدخيل هو أن تساهم مؤسسة النزاهة (في حماية
الفساد العظيم من حيث لا تدري)، ويوضّح ذلك (عندما يكون
جل أنشطة وأجهزة وبرامج “نزاهة” المعلنة والواضحة موجهة
إلى قضايا الفساد صغيرة الحجم..بحيث توهم المواطنين بأن
حجم الفساد الذي أقام الداعون لمحاربته الدنيا ولم يقعدوها
هو محدود وليس منتشر فقط بين الموظفين الصغار، أما الفساد
العظيم فقد منحتهم مؤسسة النزاهة بفعلها هذا درعاً واقياً،
بحيث تصبح المؤسسة ضارة بالمجتمع أكثر من أن تنفعه (لأنها
أصبحت عنوانا وواجهة أمام العالم وأمام المواطنين لمحاربة
الفساد بينما هي لا تطارد إلا شيئاً من الفساد الذي لا
يزال ينعم بالصحة والعافية).
|